بينما تولى كل من هبّ ودبّ منصب في قطاع البترول، خرج محمد شعيب بعيداً تاركاً الجمل بما حمل وكلنا في إنتظار صوت يناديه" تعالى كمل المسيرة"، وبينما تم إقصاء علاء حجازي وهو أشطر الإنباوية تولى إمام وبعده حتحوت الذي لايعرف عن إنبي إلا أنه موظف فيها رئاستها، وبينما تم تهجير كل قيادات بتروجت إلى خارجها أعتلى كرسيها أشخاص لاعلاقة لها بهم، وبينما تولى محمد المصري كل المناصب في القطاع ظل طاهر عبدالرحيم جالساً يعمل بخُمس إمكانياته في بتروسيله، وبينما تولى محمد عبدالعزيز رئاسة أكبر معمل تكرير في الشرق الأوسط "ميدور" ظل نبيل عفيفي مابين إيبروم وإسكندرية للبترول يصلح ماأفسده الدهر وليس ليضيف، وبينما جاءوا بالحابل والنابل لرئاسة الهيئة خرج عمرو مصطفى لأقصى الشمال حتى لاينازعهم في شيئ، وبينما كان لدينا أسماء صانعة للبتروكيماويات مثل المهندس أحمد حلمي، تولى محمد سعفان رئاسة الشركة القابضة وهو بعيد عن الصناعة، وبينما يجلس فكري يوسف بدون عمل في الوزارة، جلس على كرسي الثروة المعدنية كل من لا علاقة لهم بها، وبينما ولايزال يتولى قيادات لانعرف من تاريخهم سوى إسمهم الموجود في الدليل أكبر شركات الإنتاج، يجلس محمد بيضون في بتروزيت دون عمل يتناسب مع حجمه وشطارته الحقيقية التي ظهرت في جابكو ورشيد وسوكو...وبينما جاءوا بأشخاص يدشنون حقل ظُهر تناسوا من دشن وأقام حقول رشيد التي كانت تنتج فعلياً مثل ظُهر عندما يكتمل إنتاجه، فلا واحد منهم لا من المشروعات ولا العمليات يشارك في هذا الحقل.
لعبة الكراسي في تحريك القيادات بقطاع البترول أشبه بالعزف على الناي، ذلك الجهاز الذي غنى عليه عبدالوهاب وأم كلثوم وشادية وعبدالحليم وصباح وفيروز، مضت الأيام ويغني على نفس الناي الآن أوكا واورتيجا وهيفاء ومروة وكل مطربين "أديك في الحارة شكاوة".
إن على الوزير طارق الملا أن يسارع الخطى وهو ماضٍ في طريقه لهيكلة القطاع وعودته قوياً أن يبحث عن صناع الإنجازات داخل الشركات، وينثر التراب من عليهم ليعاونوه ويستكملوا معه طريقاً طويلاً يجعل مصر في مقدمة الدول التي ستسحوذ على مقاليد الطاقة في العالم، ولا نركن إلى الذين فشلوا فتخرب الدنيا أكثر ما هي خربانة!!!!