للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...هلاَّ عدت ياصديق الفلاح؟

كلمتين ونص...هلاَّ عدت ياصديق الفلاح؟

الكاتب : عثمان علام |

05:53 am 04/04/2017

| رئيس التحرير

| 1358


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام
قبل أكثر من عشرين سنةً كنت تستطيع بسهولة أن ترسم لنفسك لوحة جميلة بصورة صغيرة وأنت تقف في نهار الشتاء وسط الحقول على الأرض المتشحة بالخضار وأبو قردان يحيط بك...صديق الفلاح الذي كان عدده وسط الحقول كعدد حبات الزرع وقطرات الندى، إنه الكائن الذي أختفى ولم يعد له وجود سوى في الذاكرة، ويالها من ذاكرة تحتفظ بكل ماهو جميل فتشبعنا بالحسرة على الماضي الجميل.
أدركت مؤخراً أن إختفاء جملة "صديق الفلاح" من الكتاب المدرسي تبعها إختفاء ذلك الكائن الأبيض الجميل الذي كان ينتقي الديدان من الأرض فينعش الزرع ،هرب أبو قردان من رائحة الكيماويات والبودرة التي ترش لمكافحة الحشرات، ولم ندرك أنه كان هو من يقوم بالمهمة...لقد قصفت هذه الرائحة الكريهة بعمر الأرض والزرع وأبو قردان والفلاح معاً، ولم تعد إنتاجية فدان القمح أو القطن بِ ألكم التي كانت عليه في عهد صديق الفلاح.
عقد العزم على أن لايعود إلى هذه الحياة مرةً أخرى، وكيف له أن يعود وسط بشر تحولوا لذئاب بشرية كلاً منهم ينهش في الآخر، إن لم يكن في جسده فهو ينهش في عرضه وسيرته.
لقد تزامن وجود أبو قردان مع وجود أشياء كثيرة ملئت حياتنا فرحةً وبهجة وصحة وتعليم، كلهم اختفوا عاقدين العزم على ان يذهبوا لمكان آخر وبشر اخرون اكثر إنسانيةً منا نحن الذين لم نعد نمت للإنسانية بصلة...الآذان تلوث سمعها، والعيون أصبحت رؤيتها ضبابية، لقد شاخت الأبدان ووهنت القلوب، لم يعد للحب ولا للتسامح ولا للمودة مكان، لم يعد للعلم ولا للعلماء منزلة، لم يعد للأخلاق بنا صلة...لقد تحولت المعالم إلى أطلال، ولم يعد الزمان هو الزمان ولا المكان هو المكان ولا البشر هم البشر، بنيان الحياة تهتك، لقد أُكلنا يوم أن اختفى أبو قردان.
أين أنت ياصديق الفلاح؟ ألا تعود من جديد فيعود بعدك كل شيئ كان!!!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟