لم يكن يعلم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الذي غنى"قد مات شهيداً ياولدي، من مات فداءً للمحبوب" ،-أنه هو نفسه سيموت شهيداً، وأن بعض علماء الدين سيؤكدون ذلك.
وفي مذكرات الراحل جلال عامر سجل أنه ألتقى الشيخ الشعراوي، وسأله عن موت عبدالحليم، وهل يعتبر شهيداً لأنه مات مبقور البطن أم لا، فأجابه الشيخ الشعراوي: من مات غرقاً أو حرقاً أو مات مبطوناً فهو شهيد، ورد عليه عامر: إذاً حليم مات شهيداً.
وفي عام ٢٠٠٤ أجريت أستطلاع لرأي علماء الدين في هذه المسألة، وتحدثت إلى الراحلين الدكتور عبدالصبور شاهين والدكتور عبدالمعطي بيومي، وكان وقتها رئيساً للجنة الدينية بمجلس الشعب، وأفتى بيومي بشهادة عبدالحليم لأنه مات بمرضٍ في البطن..أما الدكتور عبدالصبور شاهين فأفتى بعدم شهادته، وقال: إذا كان ذلك المغني مات شهيداً، فإنه يتساوى إذاً مع شهداء الحروب.
ومن يتفكر في أمور الدين جيداً، يجد أن رحمة الله شملت كل شيئ، وأنه لن يدخل الجنة أحد بعمله، ولولا لطف الله بنا وفضله لما دخل أحد الجنة، والرسول"ص" قال: لايدخل الجنة أحد بعمله، قالوا ولا أنت يارسول الله؟،-قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته.
والله أعلم بكل شيئ، ومن يدري ،فقد يكون بيننا وبين الجنة شِبر ونتفوه بكلمة ونكون من أصحاب النار، وقد يكون بيننا وبين النار ذراعا ويُحسن الله خاتمتنا بكلمة فنكون من أصحاب الجنة، فاللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها!!