الكاتب : عثمان علام |
03:57 pm 24/12/2020
| 2907
المؤامرة .. نظرية متأصلة ، كل واحد يرى أن من حوله متأمرون عليه ، كل واحد يرى في نفسه أنه أفضل من الأخرين .. كل كسول يرى أنه قادر على العطاء الذي يقدمه غيره ، بينما هو فى الحقيقة شخص لا يقدم ولا يؤخر ، وهذا من من نعيم الجهل ، أن كل محدودي الذكاء أو غير المهرة يشعرون بفوقية شديدة وتعال على الآخرين ، بينما الأشخاص الأذكياء يشعرون دائماً بعدم الرضا وبأنهم ليسوا بهذه البراعة، ولربما حسبوا أن ما يقومون به ببساطة هو شيء سهل يقوم به أي شخص آخر.
وصدق الفيلسوف اليوناني عندما قال : "إني أعرف اني لا أعرف"، فمصيبة عصرنا هو أن من لا يفهمون يشعرون بالتفوق، بينما الأذكياء فعلاً تملؤهم الشكوك".
وقد ذكر الدكتور «مصطفى محمود» رحمه الله: (أنه لو انتشر «فيروس» قاتل، في العالم، وأغلقت الدول، حدودها، وانعزلت، خوفاً من الموت المتنقل، ستنقسم الأمم، غالبا، إلى فئاتين:
فئة تمتلك أدوات المعرفة، تعمل ليلاً ونهاراً، لاكتشاف العلاج..والفئة الأخرى، تنتظر مصيرها المحتوم! وقتها، ستفهم المجتمعات، أن العلم ليس أداةً للترفيه، بل وسيلة للنجاة).
وها نحن، اليوم، ننتظر أن يأتى علاج، مضاد «لفيروس» صغير، لا مرئى، من الغرب،! عجزنا عن التكيف مع جائحة عارضة، أو بالأحرى، عن إيجاد علاج لها.
بلادنا، هجرت علماءها، ولم تهتم بالعلم، والعلماء، والبحث العلمى.. وعظمت كل ما هو مخالف، ومزيف للوعى، وها نحن ندفع اليوم، الثمن، بكل تجليات ذلك.
إنه يجب إعادة الاعتبار للباحثين، وللعلم والعلماء، في بلادنا، وللمخترعين، والعقول المهاجرة، وإعادتها إلى بلادها، وما أكثرهم في الخارج، وتذليل كل الصعاب أمامهم، كى يقوموا بأبحاثهم، كما ينبغى، وتوفير كل الظروف المادية العملية، والعلمية، كى يؤدوا دورهم، ويحققوا طموحاتهم العلمية، وتحسين ظروفهم ماديا ومعنويا، كى يتفرغوا للبحث بجدية، وفى ظروف ملائمة، إنه يجب توفير كل الإمكانات، للإعلاء من شأن الباحث، وتطوير البحث العلمى، في بلادنا، ولا نكتفى بالكلام، بل ننتقل مباشرة، إلى مرحلة العمل، والتنفيذ، فالعالم يسير، ويتطور بخاصية، تفوق سرعتنا تماما، إذن، علينا الانتباه. فالخوف، ليس أن يهزمنا «فيروس»، الخوف، أن ننهزم بجهلنا.. إن جائحة الجهل، تهزمنا أكثر من الوباء .