05:47 pm 23/12/2020
| شخصيات
| 5656
نائب رئيس الهيئة للشئون المالية... منصب الجالس على كرسيه كالجالس على جمرة من اللهب ، هو كرب الأسرة التي لا تنتهي طلباتها ، أسرة تحتاج كل يوم لملايين الدولارات حتى تكفي حاجتها ، وما إن ينتهي اليوم "والذي غالباً لا ينتهي"، حتى تبدأ الأسرة في طلبات جديدة تسد بها حوائجها .
المحاسب أشرف عبدالله .. تاريخ طويل في الشئون المالية والاقتصادية ، شغل قبله هذا المنصب العديد من القيادات على مدار تاريخ هيئة البترول ، لكن أياً منهم لم يمر بتلك الظروف التي تواجه وزير مالية هيئة البترول ، هذه الأيام .
عمل أشرف عبدالله بشركة أسيوط لتكرير البترول لسنوات ، ثم التحق للعمل بشركة خالدة فور تأسيسها ، ثم التحق بشركة جنوب الوادي القابضة للبترول ، ثم انتقل للعمل نائباً للشئون المالية بالشركة القابضة للغازات "إيجاس"، ولاداءه الجيد أختاره المهندس طارق الملا وزير البترول ، ليتولى نيابة الهيئة للشئون المالية والإقتصادية .
والمجال هنا لا يتسع لذكر التشابكات التي كانت موجودة بالهيئة عندما التحق بها ، لكن عزيمة الرجال جعلته يتغلب عليها ، ولتكون الأمور أكثر استقراراً من ذي قبل .
حتى وإن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد نجح أشرف عبدالله بفك طلاسم المالية بالشركات ، وعلى قدر المستطاع مد يد العون مع الجميع ، ودعم فكرة المهندس طارق الملا ، بضرورة الوقوف خلف شركات الهيئة ، لأن هيئة بلا شركات قوية كأنها لم تكن ، وقد أدى ذلك الى نمو الكثير من الشركات التي نادى كثيرون بإغلاقها ، بعد أن عظم دورها وجعل لها قيمة مضافة .
ولا شك أن الوضع الاقتصادي الذي ينمو ، لم يكن قطاع البترول بعيداً عنه ، ولم يتكاسل القطاع في مد يد العون لبلده ، وربما خلق هذا وضعاً مالياً حرجاً للهيئة ، لكن بالإدارة الحكيمة وبالتعاون المثمر والبناء ، أستطاع أشرف عبدالله أن يسير الدفة بنجاح ، حتى أنه لم يعد أحد يسمع صهيل رؤساء الشركات منادين بمن يقف الى جوارهم ، لأنه بالفعل الى جوارهم كظلهم .
وأعان الله أشرف عبدالله ، ذلك الرجل الذي لا ينام ، وكيف ينام وحجم الأصفار في ذاكرته لا ينتهي ولا يتوقف...إنه رب الأسرة التي لا تكتفي أبداً .