للاعلان

Sat,23 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...عقول التعدين في مصر !

كلمتين ونص...عقول التعدين في مصر !

الكاتب : عثمان علام |

03:43 am 10/12/2020

| رئيس التحرير

| 3486


أقرأ أيضا: Test

كضمن الأشياء التي بحثت عنها ، العنصر البشري في هيئة الثروة المعدنية ، وربما كنت كغيري من الذين يجهلون قدر هذه العقول ، بل كنت لا أعرف أصلاً أن هناك عقول تفكر وتبحث وتستخرج من الأرض كنوزها .

 

سألت ذات يوم أحد الذين تولوا هيئة الثروة المعدنية ، وكان من قيادات قطاع البترول : كيف لك أن تتعامل مع عقول مختلفة عن عقول البتروليين ؟ ورد قائلاً: هم كنوز مدفونة ، يريدون من ينفض التراب عنهم .

 

ومرت سنوات ، والتقيت بالعديد من قيادات التعدين في مصر ، ووجدت أنهم معدن لا يوجد منافس له ، وعقول لا تشبه أحد ، هم ذلك الكنز المدفون مثل معادنهم التي ينقبون عنها .

 

لكن ما الذي ينقصهم ؟

 

لقد كتبت سابقاً وقولت: قانون التعدين الجديد ، لا علاقة له مطلقاً بالقانون الذي يحكم لائحة هيئة الثروة المعدنية ، التي تملك وتدير التعدين نفسه ، القانون الجديد في وادي والهيئة في وادٍِ أخر ، فهي لاتزال في نظر الدولة و وزارة المالية هيئة خدمية وليس هيئة اقتصادية ، مع إنها ضخت للدولة هذا العام ولأول مرة في تاريخها أكثر من 3 مليار جنيه .

 

وليس هذا وقت الحديث عن مساهمة الثروة المعدنية فى الدخل القومي ، لكن الحديث عن مدى مساهمة الهيئة في دخل العاملين فيها ، وهم أشخاص قليلون ومحترمون وكفاءات ، ولكن جار عليهم الزمن ، فأصبحوا يحكمون ولا يملكون ، ويملكون ولا يستفيدون ، ويعملون ولا يأخذون ، مع أنهم محسوبون على البترول .

 

ولا أتخيل موظف بدرجة دكتور يترأس إدارة مركزية أو شركة تابعة للهيئة ، ودخله لا يتخطى العشرة آلاف جنيه ، رغم أن الهيئة محسوبة على قطاع البترول ، والوزير الذي يترأسها "وزير البترول والثروة المعدنية ".

 

ومن الواضح حتى بعد تعيين نائب للوزير لشئون التعدين ، "المهندس علاء خشب"، أن الحال سيظل كما هو عليه ، ومن ثم فليس هناك مفر من إنشاء شركة قابضة للتعدين ويتم إعارة العاملين بالهيئة لها ، بحيث يتم تحسين دخلهم ، وفي نفس الوقت يظلوا كما هم يديرون شئون التعدين .

 

وربما لا يسعف الوقت الدكتور أسامه فاروق رئيس الهيئة الحالي لإخراج هذا الحلم الى النور ، فقد بقي على خروج الرجل للمعاش أشهر معدودات ، وهذا الحلم يحتاج لشخص طموح ولديه متسع من الوقت لتنفيذ ذلك .

 

وإذا بحثنا عن جيولوجي صغير وشاطر وطموح للقيام بهذه المهمة ، فلن نجد أنسب من كتاب "أبو الفرج الاصفهاني"، فهو الذي يستطيع أن يرشدنا لكيفية تنفيذ ذلك وخروج الحلم للنور ، فالمهمة شاقة وتحتاج لمقاتل ، وما أحوج الهيئة لرجل به المواصفات الواردة بالكتاب الموضوع داخل البيت الأبيض !


الأمر الخطير ، أنه رغم ثراء الثروة المعدنية بقياداتها ، فإنه يتم المجيئ بقيادات من الخارج ، لا يفهمون عن التعدين شيئ ، وإذا كان الاتجاه للاستعانة بمن هم فوق السن ، فمن الأولى الاستعانة بقيادات التعدين الموجودين في كل مكان ... فقط ابحثوا عنهم !

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟