الكاتب : عثمان علام |
05:55 pm 06/12/2020
| 4761
هناك مشهد عبقري للفنان عادل إمام في فيلم "الواد محروس بتاع الوزير "، فقد شغف الوزير حباً عندما تلقى عنه رصاصة أخطأت الوزير وأصابت اصبعه ، واصبح بطل موقعة "الزرايب" ، لكن سرعان ما تبخر كل ذلك عندما نطق لسان محروس مثرثراً بكلام لا يصح ذكره ، فاشبعه رجال الوزير ضرباً وتكسيراً وطرداً ، وكان هذا دافعاً لأن يكون محروس رقيباً على الوزير عندما أصبح نائباً في مجلس الشعب ، ولتبدأ قصة جديدة .
لا يهمني سرد أحداث الفيلم ، لأنه لا يمثل اسقاطاً كاملاً لما اصبو اليه ، لكن يهمني الإشارة لمشهد "موقعة الزرايب"، لأنها تشبه مواقع كثيرة ، قدم العديد من القيادات أرواحهم فيها ، وكانت النتيجة أشبه بنتيجة محروس .
فحتى وقت قريب ، كان لدينا موقعة "التنك"، وكان بطلها الكيميائي عمرو مصطفى ، رئيس أموك الأسبق ، وموقعة أبو طرطور ، التي حققت خسائر بالمليارات ، وجاء خالد الغزالي ليرسم ملحمة بطولية تسمى "ملحمة أبو طرطور".
وقد حزنت بشدة عندما قرأت ونشرت خبر عقد جمعية ابو طرطور لحمض الفسفوريك ، ودلس الحضور على الوزير حتى لا تقدم الجمعية الشكر ل"خالد الغزالي"، لأنه بالفعل بطل تحويل أبو طرطور لمنطقة حرة ، واعتقد أن الوزير لن يكون لديه ما يمنعه من ذلك ، لولا زبانية جهنم ، لأن الوزير نفسه كان كما كنت أنا شاهدان على ذلك عندما نشرت ونشرت الجريدة الرسمية موافقة مجلس الوزراء على تحويل أبو طرطور لمنطقة حرة في 16 إبريل الماضي ، بعد عناء طويل في إنهاء الإجراءات .
لكنها سُنة الحياة ، يُنجز قوماً ، ثم يخلفهم أخرون ليلتقطوا صوراً مع هذه الإنجازات ، وكأنهم هم الذين صنعوها .. غير أن الأيام ستثبت أنه لن يملأ الفراغ الذي تركه خالد الغزالي أحد ، كما لم يملأ فراغ عمرو مصطفى أحد ، حتى لو كان الجالس على مقعد "الغزالي"، بطل موقعة "الزرايب" .. ويديك طولة العمر يا باشا !!
ولكل من نسب لنفسه نجاحاً لم يحققه ، ولكل من غبن حق غيره اهديه هذه الأيه "لَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍۢ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".