الكاتب : عثمان علام |
04:35 pm 02/12/2020
| 2931
لم يكن حباً ولم يكن افلاطونياً ذلك الذي نسبوه للفيلسوف اليوناني الشهير افلاطون ، فقد كان كغيره من الفلاسفة يحتقر المرأة ويرى أن الجنس هو أولى مراحل التقارب والعشق بين الطرفين ، لكنه لم يكن تواقاً الى الحب السامي فوق كل شيئ ، حب المشاعر والأحاسيس دون القرب .
وقد اشتهرت عبارة "الحب الأفلاطونى" واصبحت أكثر استخداما، عند الحديث عن قمة المشاعر الرومانسية ، لكن لا يعرف على وجه التحديد من أين جاءت تلك الجملة ولا من هو صاحبها ، مثلها تماماً جملة الحب العذري التي شاعت في الأدب العربي منسوبة لحب "عنتر وعبلة وكثير بثينة وقيس وليلى" ، فكلهم تقاربوا واكتووا بنار الوجد ولولا ذلك ما كتبوا معلقاتهم .
و فى كتاب "دوامات التدين"، يكشف مؤلفه الدكتور يوسف زيدان ، أن لا وجود لشىء اسمه "الحب الأفلاطونى"، وأن الفيلسوف أفلاطون المنسوبة لاسمه العبارة، لا شأن له بالحب والغرام بين الرجل والمرأة ، بل كمعظم مفكرى وفلاسفة اليونان القديمة ، يحتقر المرأة.
يقول زيدان فى كتابه: لعوام الناس، الذين لديهم شغف شديد باستعمال الكلمات الطنانة الرنانة، حتى وإن كانت جوفاء المعنى وفارغة الدلالة ، من ذلك قولهم "الحب الأفلاطونى" إذا أرادوا وصف غرام رجل بامرأة ، من دون أن يكون لهذا "الغرام" أهداف حسية أو شهوانية.
وفى حقيقة الأمر، لا علاقة لأفلاطون بمثل هذا الأمر، ولا شأن له أصلا بالحب والغرام بين الرجل والمرأة ، بل كان أفلاطون ، فى واقع الأمر، مثل معظم مفكرى وفلاسفة اليونان القديمة ، يحتقر النساء و أن كلمة "الغرام" أيضا تعنى فى الأصل اللغوى: "العذاب".
لكن المُحب الحقيقي هو ذلك الذي ينادي محبوبه بكلمات محمود درويش ويقول: فبعضي لديّ وبعضي لديك .. وبعضي مُشتاق لبعضي .. فهلّا أتيت.