أحياناً نُحمل الأمور أكثر مما تستحق، وكلمات بسيطة قد تزيد من تعكير صفو العلاقة بين مجموعة من البشر وتجعلها أكثر تعقيداً.
ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام مضت كُتب في الصحف مايربو على الأربعمائة ألف صفحة إذا ما وضعت في مجلد،كان ذلك عن قرار تخلي المهندس محمد شعيب عن منصبه في عهد وزير البترول الأسبق أسامه كمال، لم يتفوه شعيب بكلمة واحدة مما كتب والتزم الصمت ،بل كانت كلماته: "أنا طلبت أمشي-حبيت أبدأ حياة أخرى بعيداً عن الحكومة"،-مبررات كانت رائعة لرجل أكثر روعة، حتى المهندس أسامه كمال كان أكثر خُلقاً وتأدباً عندما كان ولا يزال يُسأل عن إستقالة محمد شعيب فيقول: " محمد أخويا وهو إللي طلب يمشي".
نفس الحكاية تجددت بعد أعوام مع المهندس طارق الحديدي والمهندس طارق الملا، الأول هو الذي تقدم بإستقالته دون سبب يذكر، "رغم أنني أعرف مائة ألف سبب"والثاني لم يصرح أو يقُل أنني أجبرت الحديدي على تقديم إستقالته، كلاهما يسير على نفس الدرب" أخلاقيات القطاع".
لكن نظل نحن نفتش وننبش ونعيد ونُزيد ونخمن ونسكن في البيت ونأكل ونشرب ونعمل كل حاجة، بينما رب البيت أصلاً غائب ومش موجود، يعني مسئول ترك منصبه دون أن يذكر السبب، فلماذا نتطوع نحن ونذكر أسباب لم يذكرها صاحبها؟
ولماذا نُقحم أنفسنا في أشياء ونحولها لمعارك يغيب أصحابها عنها؟
ألم يخطر ببالنا جميعاً أن ذكر أسباب غير حقيقية قد تؤذي مشاعر وسمعة حتى من نظنه مظلوم؟،-(شعيب-الحديدي-الشيمي) فقد يكون بين أهله هو الكبير، ثم نأتي ونقول "فلان مشى فلان، وفلان تسبب في إقالة فلان" وهو يرى أن فلان أقل من أن يفعل معه هكذا، فيؤذيه بين الناس.
أرى أننا ملكيون أكثر من الملك، والسماء لم توكلنا يوماً لرفع راية الدفاع عن أحد إلا حال توقيع ظلم عليه وإعلان ذلك من صاحبه.
أماّ الدفاع بدون توكيل فلسنا في المحكمة ،فهي فقط التي تُنيب محامي للدفاع عن الضحية لأنه لايملك المال، إلا أن الأمر هنا مختلف ،فكل ضحايا القطاع السابقون والحاليون واللاحقون بإذن الله يملكون المال والدفاع عن أنفسهم ووضع أصابعهم في عين التخين، بس هما مش عاوزين!!!
