للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...فلتحيا الستات!!!

كلمتين ونص...فلتحيا الستات!!!

الكاتب : عثمان علام |

04:56 am 22/03/2017

| رئيس التحرير

| 1464


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

خرجت للدنيا وجدتي لوالدي هي التي تأمر وتنهى، كنت أراها وهي تعنف أعمامي ووالدي، ولم يكن لدي القدرة على أن أحكم أو أتدخل فيما يحدث، فقد كنت صغيراً أخاف أن تطولني كلمات التأنيب من جدتي رحمها الله رغم حبها لي وأنا الولد الوحيد... وعندما كبرت كنت أسمع "فلان مش راجل، أصله تربية ست"، فكتمت ذلك ولم أبوح به...ورغم أنني لم أعهد على والدي ولا أعمامي لين في الكلام، أو رجوعاً في القول أو الفعل، ووجدت أرجل الرجال أولئك الذين ربتهم سيدات، ظللت عند موقفي، فكيف لي وأنا بني آدم صعيدي أصرح بأن تربية الستات حاجة كويسة.

إلا أن تجارب الحياة جعلتني أترك تربية أولادي لزوجتي،فهي القاهرية أكثر حزماً وصرامة وتعليماً مني أنا الصعيدي.

لقد تعلمت من روايات نجيب محفوظ أن المرأة تاريخ وجغرافيا وإنتصارات وإنكسارات عاشتها مصر التى كتب عنها...كانت للنساء داخل رواياته، تناول وطعم مختلف، فمن ينسى حدوتة أمينة فى "الثلاثية، وجليلة فى "حديث الصباح والمساء"، وحميدة فى "زقاق المدق"، وزهرة فى "ميرامار"، وإحسان فى "القاهرة 30"، ونور فى "اللص والكلاب"، ونفيسة فى "بداية ونهاية".

لقد ذكرني مشهد سيدات قطاع البترول"عايده وخلود وزيزي ونيفين وأمل وجيهان وناهد وفاطمة وساره ورشا وفادية" وكل السيدات اللاتي حضرنّ حفل تكريم الأمهات المثاليات بذلك الماضي الدفين، وكيف أنهن تعاملنّ بمنتهى الجدعنة والخفة والإحترام مع الحضور، وسألت نفسي: هل لو قام على تنظيم الحفل رجال هل كان سيظهر على صورته التي ظهر عليها؟

إن مئات بل وآلاف السيدات في مصر لايستحقون منا إلا التعظيم والتبجيل، هذه السيدة التي تستيقظ من نومها على صراخ رضيعها بينما يغط الرجل في نوم عميق، أو تلك التي تصحو لتوقظ أطفالها وتؤهلهم للخروج للمدرسة، ثم تسرع إلى عملها لتواجه صراعات ومتاعب العمل، بل حتى تلك السيدة التي تجلس على الرصيف تبيع وتشتري لتواجه متاعب الحياة ومتطلباتها لأن زوجها عليل...كثيرات هن السيدات اللاتي يواجهنَّ الحياة بقسوتها راضيات خانعات خاضعات دون كلل أو ملل ليستحقون منا كل غالي ونفيث.

وإذا كان السيد رئيس الجمهورية أعتبر عام ٢٠١٧ هو عام المرأة، فأضف إلى تكريمه لهن، إن المرأة منذ أن خلقها الله وهي التي تحرك الزمن وتديره، هي التي تربي وتعلم وتتحمل، إمرأة واحدة تنجب عشرة أطفال، فتقوم على تربيتهم وتقديمهم للمجتمع، بينما العشرة لايستطيعون القيام بها لو تعبت أو أنهكتها الحياة.

وصدق الرسول الكريم عندما سُأل من أحق الناس بحسن صحابتي فقال"أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك"،- وتحية لكل سيدة تعرف رسالتها فتؤديها، وتعرف واجبها فتقوم عليه، وتحية لسيدات قطاع البترول، الأمهات المثاليات المتعلمات المثقفات... فعلاً، قعدة الست بميت راجل!!!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟