الكاتب : عثمان علام |
07:00 pm 19/03/2020
| 1432
لا شك أن التاريخ سيسجل أنه كان هناك ذات يوم رجلاً داهية في قطاع البترول ، وأنه سيسجل أيضاً انه كان هناك رجلاً يمثل قاموساً في الشئون الإدارية ، وأنه كان هناك رجلاً يمثل قيمةً وقامة ، وأنه كان هناك رجلاً أكثر أدباً وخُلقاً وتواضعاً وعلما.
رجل يستحق أن تكتب عنه المعلقات وتسطر في حبه الأبيات ، وتفوح بذكره الكلمات ، فما من مكان عمل به إلا وكانت له ايادي بيضاء واضحة وناصعة فيه ، وما من بشرٍ ولا حجر شهده ذات يوم إلا وسيظل يذكره بعظيم الألفاظ..انه المحاسب محمد مصطفى مجرداً عن أي منصب رسمي ، أو اي دور سياسي ، لأن اكبر من أي كنية أو لقب أو منصب.
منذ زمنٍ بعيد عرفنا أن هناك رجلاً يقال له القاموس ، ما من مشكلة إلا ولها عنده حل ، ولما آن الأوان ورفع الستار ، جمعنا القدر به ، التقيناه رجلاً متصالحاً متصافحاً بالود والسلام ، غير مهمل ولا مضيع ، وغير حاسدٍ ولا حاقد ، وغير مفرطٍ ولا مبذر ، عمل بشركة بتروبل فكان له منها أساتذة وتلاميذ وأصدقاء، وعمل بهيئة البترول وإيجاس ، فكان حلالاً للعقد في وقتٍ كان الجالس على الكرسي كالجالس على قطعة من نار ، ولما أراد الله الخير بشركة ابسكو وبالعاملين فيها ، كان محمد مصطفى هو مبعوث السلام والإنجاز ، وطيلة 4 سنوات شهدت ابسكو ما لم تشهده في تاريخها كله ، ويكفي ان محمد مصطفى تركها شركة وليس غيره ممن يتركون الشركات أنقاض.
وإذا كان محمد مصطفى قد بلغ عامه الستون ، تاركاً كرسيه ، فإن تاريخه وبصماته ستظل ما ظل في مصر قطاع للبترول ، فهو ليس مجرد رئيس شركة خرج للمعاش ، لكن محمد مصطفى سيظل مصدر ورافد من روافد البترول وقاموس يُرجع اليه في كل اللوائح والقوانين .
تحية للاستاذ العظيم محمد مصطفى ، واعلم يا سيدي انك ستظل عزيزاً شقيقاً حبيباً اخاً لنا جميعاً ، فلن ننساك ولن ينساك كل مُحب لك !