مسألة تبادل الكراسي بين رؤساء الشركات في قطاع البترول، مثلها مثل المقامات الموسيقية في ألحان محمد عبدالوهاب، تتغير مع تغير الجمل، لكنها مسألة متوارثة ومعمول بها منذ عهد العظماء القدامى في الموسيقى والقطاع وحتى عظماء القطاع اليوم دون الموسيقى ،فلم يعد بها عظماء.
فكم من رئيس شركة ودع مكانه وجلس على كرسي زميله، وكم من رئيس شركة شيد وبنى ثم جاء غيره ليجلس مكانه وذهب هو لمكان آخر...والتاريخ في ذلك نقطةً فاصلة، فلا عجب ولا إستغراب ولا إستهجان، إنها رؤية القائد الذي يرى بعين غير تلك التي نرى بها نحن أو أنتم.
وأعتقد أن تجربة تولي المهندس محمد المصري رئاسة الهيئة العامة للبترول، وقبلها توليه إحدى النيابات في "إيجاس"، ثم عودته رئيسا ل"إيجاس" حتى نقله خبيراً في القابضة للبتروكيماويات، كانت تجربة أكثر من رائعة، فعلى الأقل كونّ الرجل سيرة ذاتية و(C V) محترم يستطيع به أن يقول أنا هنا ،لقد توليت كذا وكذا وكذا، ولا يجب أن يقول أنني ظُلمت.
ويعد الدكتور شريف سوسه هو أكثر قيادات قطاع البترول زخماً بالسيرة الذاتية، فقد تولى مناصب عديدة منها: هيئة الثروة المعدنية-رشيد-بدرالدين-الشركة العامة-إيجاس-وكيل وزارة-ثروة-جنوب الوادي، والله أعلم بالقادم.
ثم تأتي تجربة المهندس أسامه البقلي في نيابة الإنتاج ب "إيجاس" ثم رئاسته لشركة عجيبة للبترول، حتى عاد مرةً أخرى رئيساً ل"إيجاس"، وهو نفس المشهد مع المهندس عابد عز الرجال رئيس الهيئة الحالي، الذي نُقل من الهيئة ل"جابكو"، ثم ل"إيجاس"، ثم للهيئة مرةً أخرى.
وأرى أن هؤلاء وغيرهم مدينون لوزير البترول المهندس طارق الملا، فقد صنع لهم تاريخ و(CV ) محترم يؤهلهم بعد ذلك للعمل خارج القطاع بكل صدر رجب و أفق واسع، فالتحية للوزير واجبة.
لكن السؤال: هل من الممكن أن تكون التنقلات وشغل المناصب الكثيرة لها مردود على أداء الأشخاص؟
قد تكون الإجابة بنعم ل ٨٠٪ من القيادات ،وستكون لا للباقي ،فأنا أعرف قيادات خارج القطاع شغلوا مناصب بعدد شعر رأسهم، لكنهم خرجوا منها جميعاً بألقاب" عبده الرايق"و"وكمبورة"و "حمودة القفل"!!!
