للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...آه لو لعبت يازهر وعرفنا دار الكتب!!!

كلمتين ونص...آه لو لعبت يازهر وعرفنا دار الكتب!!!

الكاتب : عثمان علام |

05:19 am 17/03/2017

| رئيس التحرير

| 1528


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

على مقهى في المحروسة جلست والأصدقاء نفسر كلمات أغاني أم كلثوم وعبدالحليم وفيروز ونجاة وفريد ،حاولنا ونحن في مختلف أعمارنا وثقافاتنا لكننا أصبنا حيناً واخطأنا أحياناً، فقط أصبنا جميعاً في تفسير أغاني"آه لو لعبت يازهر وأتبدلت الاحوال" وأغنية" اديك في الارض تحفر واديك في السقف تمحر واديك في الحارة شكارة واديك تليس نظارة".

قلة الثقافة أعيتنا في تفسير" ياحبيباً زُرتُ يوماً ايكه"و "ونقول للشمس تعالي تعالي قبل سنة" و"وأكاد اشك فيك وانت مني"، بينما جعلتنا الهوية المفقودة نستفبل في بيوتنا وعقولنا مطربين ومطربات ينهقون كالحمير دون أن نفهم أو نعي شيئ، أصوات أصبحت علامات لثقافة مجتمع فقد حتى عنوان دار الكتب .

لقد كانت محقة احلام مستغانمي عندما قالت: دافعوا عن وطن هيفاء وهبي، فقد وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة.

أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلاً ونهاراً، على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.

كانت مستغانمي قادمة لتوِها من باريس، وفي حوزتها كتاب "الجسد"، أربعمائة صفحة، قضت أربع سنوات من عمرها في كتابته جملة جملة، محاوِلةً تضمينه نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضيها، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجاده وأوجاعه.

وتقول: لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: "آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!"، هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، أصبح هو رمز للجزائر. 

العجيبة أن كل من يقابلني ويعرف أنني من بلد الشاب خالد فوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة "دي دي واه" ؟ ، وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار، لا تفهم اللغة العربية!

وبعد أن أتعبني الجواب عن "فزّورة" (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.

وتضيف: الحقيقة أنني لم أحزن أن مطرباً بكلمتين، أو بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.

ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد، واليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، إلى الْمُغنِّي الذي يمثله في "ستار أكاديمي".

وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم أو مروى وروبي وأخواتهن .... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟