الكاتب : عثمان علام |
02:26 am 11/11/2019
| 2362
٨٥ عاماً مرت على تأسيس شركة التعاون للبترول ، ففي أغسطس من عام 1934 كانت عربات الشركة تجوب الطرقات حاملةً الوقود ، واليوم تجوب عربات ومحطات ومستودعات ومنتجات التعاون كل مكان ، تاريخ طويل تواكبت عليه أجيال وأجيال ، كلاً منها يُسلم الراية للذي يليه ، والكل يذهب أما التعاون فإن حياتها أبقى من حياة بانيها .
وبالأمس أحتفلت الشركة بمرور 85 عاماً على الإنشاء ، وتكمن رمزية هذه الإحتفالية في المعنى الذي ظهر جلياً خلال الحفل ، وترجمه المحاسب عادل عياد رئيس الشركة بقوله " لابد وأن اوجه الشكر لشباب التعاون ، فهو الذي أقام ودشن هذا الحفل حتى خرج في صورته ، وهو نفس الشباب الذي تقوم على أكتافه وتبنى بسواعده شركة التعاون للبترول".
وقد أسدى وساق ونبه ولفت عادل عياد الحضور لحقيقة رأيناها جميعاً في حفل مهيب ، لم ينقصه شيئ ، ظننت أن شركة عالمية هي التي نظمته ، وأن الشباب والسيدات والشابات الواقفات يتبعن هيئة أجنبية قبضت مئات الآلاف حتى تدشن حدثاً بهذا الحجم وهذا الجمال ، لكن في طريقي لاكتشاف هذا الأمر وجدت محمد فاضل من التعاون ، و وجدت فريقه ، و وجدت قيادات التعاون يشرفون بأنفسهم على الحفل ، هنا تيقنت فعلاً أن مصر تستطيع .
والقضية هنا ليست قضية حفل وتنظيم وشكل مبهر ، لكنها قضية صورة تغيرت ، صورة لم تعد هي تلك الصورة النمطية التي توارثتها الأجيال ، "شركة حكومية يكسوها التراب في كل ركن من اركانها حتى أنه يكسو عقول البشر أيضاً" ، إنها الآن صورة أكثر إشراقاً ، صورة أكثر تميزاً ، صورة أكثر حباً وعملاً وجهداً عن ذي قبل.
ولا أوجه الشكر للمحاسب عادل عياد على تطويره للمعدات والآلات والعربات والحاملات والمستودعات ، لكني أوجه له الشكر والتحية والتقدير والعرفان على تطويره للبشر ، فهذا الذي يعطي الأمل ، وهذا الذي يجعلنا نقول وبكل تأكيد وتوكيد ، أن "مصر فعلاً تستطيع ".