كم تمنيت أن لاتكون هذه النهاية ،كنت أتمنى مشهداً آخر أشد جاذبية وأكثر حركةً وحيوية...طاولة ولو صغيرة يجلس عليها وزير البترول وإلى جواره طارق الحديدي، ثم يأتي عم أحمد كورش فيلتقط لهما صورة بإبتسامة عريضة، ونلقي بها في وجه كل متربص وحاقد وزومبجي.
بيان ظريف نصيغه نحن بأنفسنا لنقول فيه: ماأحسنك أيتها الصورة وأنتي تبرزين الود والمحبة والتفاهم بين القطبين، صورة كنت أُمني نفسي بها رغم أنني كنت أستشعر ذلك المشهد التراجيدي لإستقالة طارق الحديدي وقبول الوزير لها.
وحتى وإن غابت الصورة، كان البديل خمس كلمات:الوزير يرفض إستقالة طارق الحديدي، وحتى ولو لم يرسلهم لنا الأستاذ حمدي عبدالعزيز ،كان من السهل تسريبهم ليسير القطاع في هدوءه المعهود، ليظل السلام هو المبدأ، ولتكون الوحدة هي الباقية، ولنضرب الواشين قلمين على القفا، ولنحدف وجه كل نمام بحذاء ولو من شركة الجزم.
لكنها النهاية المحتومة، ولا ندري نهاية من!! فعندما يصعب عليك أن تحدد من الكاسب ومن الخاسر يصعب عليك تحديد من هو صاحب النهاية، فالتاريخ كله دروس وعِبر، ومن عاش رأى ومن مات سمع، فالأموات أيضاً يعلمون.
غُصة في نفسي مما حدث، لكنها الأحداث، ولايدرك دروسها إلا كل صاحب خبرة، وماضاع قد ضاع، فمن الأجدر أحياناً أن لايموت المرء، فليس كل الإنسحاب هزيمة، وليست كل المعارك نصر.
وليكن التوفيق حليف كل مسئول ظل وكل مسئول رحل، ووفق الله الوزير في كل خطواته ،فهو أعلم بها وليس نحن!!!