مابين عشيةً وضُحاها نسجوا سيناريوهات، وكتبوا قصص، وألفوا حكايات"طارق الحديدي وقع مع الوزير"، والوزير سيُقيل طارق الحديدي، والحديدي كتب إستقالته، وإشاعات كثيرة حبّلت العِجل ثم جاءت بعمرو مصطفى رئيساً للهيئة ومحمد عبدالحافظ رئيساً ل"أموك"، والحديدي رئيساً ل"سوميد"،وفي النهاية لاقرار.
وبينما هذه الأقاويل تسري كالنار في الهشيم، أستنكر الفلاحون في مزارعهم ،والحطابين في الشركات النائية والعجائز حول نار المدفئة في بهو الهيئة كل هذه الأقاويل، رافعين شعار" الملا والحديدي أيد واحدة" ، بل وأنبرى سكان البيت الأبيض في ذاكر حسين مؤكدين أن العلاقة بين الطارقين"سمن على عسل".
ووسط كل هذه الأقاويل والتخمينات والإشاعات وقعدات المصاطب والمكاتب، أرى أن العلاقة بين الطارقين ليست بالعلاقة الشخصية في المقام الأول، هي علاقة وزير ورئيس هيئة، يعني علاقة عمل ،وفي علاقات العمل تبدو الأحداث وتظهر الإختلافات في وجهات النظر، لكنها أبداً لن تتحول لخلافات شخصية تجعل الوزير يصدر قرار خاطئ أو غير مدروس ،أو رئيس الهيئة يتجه مغيراً قبلته، علماً بأن للوزير الحق في تقرير مايشاء.
إن مايحمله المهندس طارق الملا في نفسه من حب وود وإحترام لكافة العاملين وعلى رأسهم رئيس الهيئة تجعله بمنأى عن كل مايُقال، ومايحمله طارق الحديدي من خبرة ومعرفة وإحترام لنفسه ولغيره يجعله مترفعاً عن القيل والقال.
ولهذا لايجب أن تكون هناك طوارئ بين الطوارق، وليترفع الجميع عن شق وحدة الصف بين القيادات، وليتقي الله كل متفوهٍ بكلمةٍ ،فإن كانت حق فليقُلها، وإن كانت كذباً وبهتاناً فليدعها،فإن ثوابها له ووزرها عليه!!!