الكاتب : عثمان علام |
12:17 am 31/10/2019
| 4410
على مدار سنوات عرفت العميد عصمت الراجحي مدير منجم السكري ، هذا الصرح المصري العظيم الذي نتباهى به جميعاً ، جمعتنا لقاءات كثيرة داخل المنجم في مرسى علم بصحبة الزميل الصحفي خالد النجار ، كان الرجل يحفظ عن ظهر قلب خريطة الذهب في مصر ، سألته مرة: انت چنرال ولا من الدهابة؟.. قال: أنا احب العمل ، وخدمتي في الجيش كانت تكليف وتشريف لأنها خدمةً لمصر ، وهكذا عملي في السكري خدمةً لمصر .
في لحظات كثيرة كنت اتسآل: كيف لهذا الرجل ان يكون جنرالاً ويوجه انتقادات حادة للحكومة !..كنت أخاف أن يتم القبض عليه بأي تهمة من كثرة قفشاته السياسية ، لكنه كان ينتقد للمصلحة العامة ، وأصبحت صفحته على الفيس بوك أكثر ثراءً من صفحات كثيرة لاشخاص مهنتهم الكتابة والنقد .
أشتهر عصمت الراجحي بمقولته: "عمر اللي راح ما هيرجع تاني، ويارب أحفظ مصر" ، وكنت أرددها مع الزميل خالد النجار في قفشاتنا وضحكاتنا ، وحتى مع الأصحاب الذين لا يعرفون من هو صاحب المقولة ، وفي اتصالاتنا به أيضاً وتعليقاتنا على رسائله كنا نرددها، نضحك سوياً ولا نختلف أبداً .
عشق عصمت الراجحي في حياته والدته التي سبقته للدار الأخرة قبل أكثر من عام ، والرئيس الأسبق حسني مبارك ، و منجم السكري ، لذلك كان يرابط بالمنجم أكثر من بيته ، لأنه كان يؤمن بأن عمله في هذا النشاط رسالة سامية افادت الاقتصاد المصري أكثر من أي نشاط أخر .
لقد فجعني خبر وفاته ، وكيف لا وهو الحاضر دائماً أمامنا ، صباحاً ومساءً ، نهاراً وليلاً ، وكيف لا وهو صاحب الابتسامة التي لا تنقطع ، كيف لهذه الضحكة أن تذهب بلا رجعة سريعاً .. رحمك الله ايها الجنرال المشاغب الثائر الضاحك الحكاء المحب لوطنه وأبناء وطنه ...لقد رحل كما يرحل كل الطيبون عن هذه الدنيا .