لانستطيع أن نقول حتى الآن أن سيناء تحررت بعد حرب ٧٣ ، نعم نزعنا ملكيتها من العدو الصهيوني بعد ٦٧ ، لكنها ظلت أطلال وكهوف لإيواء الإرهابيين وقطاعين الطرق ومغتصبي أملاك الدولة وزارعي البانجو ، فقط ظللنا نتغنى بكلمات"سينا رجعت كاملة لينا" ، ولا أعرف ماذا فعلنا بسيناء بعد أن رجعت كاملة لينا ، لقد ظلت سيناء هي التي تفعل بنا وتصدر لنا الإرهاب...لكن الآن وبعد البدء في تنفيذ الأنفاق الست والتي تنفذ منهم "بتروجت"أربعة ، أستطيع أن أصدق أن سيناء رجعت لينا فعلاً ، وكيف لا والعبور لها لن يستغرق ثواني ، كيف لا ومن قصدها مرة قبل هذه الأنفاق فلن يقصدها أخرى بسبب المعاناة في العبور ، كيف لا و الإستثمارات ستتدفق إليها هناك من كل مكان بحكم موقعها المتميز!!! ...إنني أعتبر أن مشروع الأنفاق هو باكورة المشروعات القومية للدولة ، يختلف معي من يختلف ، ويتفق معي من يتفق ، إلا أنها كلمة حق وواقع يحكي عن نفسه ، وإذا كان المصريون أتحفونا بقناتين للعبور ، فهم الآن يتحفوننا بستة أنفاق سيغيرون وجه مصر في القريب العاجل...تحية خاصة لأبناء بتروجت الذين يواصلون عملهم هناك ليل نهار بثلاث ورديات دون كلل أو ملل أو توقف ، وتحية لكل مصري ولكل شركة مصرية تساهم في هذا المشروع ، وليت وزارة البترول تدرك حجم هذا الإنجاز فتحملنا ولو على ظهور الإبل لنرى ونعاين هذه السواعد البتروجتية وهي تعرق وتعمل وتنجز ، لنكتب ماتراه العين وليس ماتسمعه الأذن ، فليس من رأى وكتب كمن سمع وكتب!!!!!