الكاتب : عثمان علام |
12:12 am 27/10/2019
| 3322
مفيش ولا واحد صدعنا بالحديث عن المُثل والقيم والمبادئ وعظيم الأخلاق ، إلا وطلع ما شاء الله عليه حرامي حله ، هم يسدون إلينا نحن الضعفاء نصائحهم حتى نجوع ونعرى ونمرض ونموت وهم يتمرمغون في العز وحدهم ، وليته عز من بيت أبوهم لكنه عز اقتطعوه من اقواتنا .
وغالباً كثير الكلام عن المبادئ هو أبعد الناس عنها ، وربما تكون تجربة الإخوان خير دليل ، فهم كثيراً ما كانوا يتحدثون عن الدين وبالدين وعن التدين والمُثل ، وعندما عاشرناهم لم نجد منهم سوى ذلك الوجه القبيح ، وهكذا أرباب اللحى"البعض منهم"، الواحد منهم يأكل خروفين على العشاء ولا يرد لك عشرة جنيهات استلفها منك.
ومثلهم تماماً أولئك المنظرون كهنة المعبد في قطاع البترول، فعبر سنوات سمعنا منهم ما لم يسمعه أحد عن الشرف والأمانة والصدق والفطانة ، وعندما قلبنا في تاريخهم وجدناه ناصع السواد ، هم يتحدثون عن التقشف والواحد منهم يقتني 5 سيارات على حساب القطاع ، ويتحدثون عن الفضيلة والواحد منهم يملأ ثلاجته جبناً وعصيراً وخبزاً على حساب القطاع ، وأعرف من بنى بيته وبيت نجله وبيت زوج ابنته من أموال القطاع ، حتى الحج والعمرة "أداء الفريضة يا مؤمن" يؤدونها على حساب القطاع ، فهل يقبلها الله !
المصيبة الكبرى والطامة العظمى تراهم عندما يتقاعدون يمسكون بتلابيب الشرف والامانة ، ويأتون بالصوط ليضربوا به من تلاهم ، وإذا ما حدثتهم عن الكبائر التي كانت تقترف في عهدهم يقولون أن فلان أرتكب الكثير ..ومن قبل كتبت أنكم إن لم تكونوا كهنة المعبد فقد كنتم عباده ، كنتم خدامه، كنتم من يشارك في تناول القرابين التي تأتي للمعبد .
ولهذا ، فالحق أصبح وجهة نظر ، أنت مستفيد من فلان إذاً فلان احسن واحد ، حتى لو كان عفريتاً من الجن ، وأنت متضرر من فلان ، إذاً فلان شيطان رجيم ولو كان ملاكاً من السماء ...حتى أصحاب المبادئ لم يتبقى منهم واحد يوحد الواحد ، فليس هناك شريف وغير شريف ، هناك مستفيد وغير مستفيد ، وكلاً على دين استفادته ، وحسبك يا ابن أدم أن الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة ، ولكن الفضيلة الكاذبة رذيلتان .
