للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص...هل رأيتم إمرأة عادت لصباها غير زُليخة !

كلمتين ونص...هل رأيتم إمرأة عادت لصباها غير زُليخة !

12:03 am 11/10/2019

| رئيس التحرير

| 2918


أقرأ أيضا: Test

كل الناس يأكلون بقدر معلوم، لا أحد منهم يستطيع أن يأكل لقمة زائدة عن معدته، وإلا تقلص بطنه وسارع إلى الطبيب، وكل الناس ينامون في مكان واحد، لا يتخطى ربع المتر، ولا أحد يستطيع أن يبلغ مقاسه فيما يلبس، ولا أحد يستطيع أن يركب سيارتين مرة واحدة، ولا أن يعيش في شقتين في وقت واحد، ولا أن يوزع نفسه على الألف متر التي يملكها في بيته، ولا أحد يستطيع أن يرى ثروته من الامام ومن الخلف، ولا أحد يستطيع أن يظل ساهراً مقحماً نفسه في المتع، كمن ينام من كثرة حمله الأحجار على ظهره ، الفرق بينهما أن هذا ينام وباله مشغول وخائف، والثاني ينام مستريح البال آمنا، فليس لديه ما يخاف عليه...(إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)

إذاً ما الفرق بين إنسان وأخر؟..الفرق هو الرضا بالمقسوم، وهذه مسألة محسومة في كل النظريات والكتب والأديان، فطالما أن كل شيئ يُقدم عليه الإنسان فيه كفاية، فحتماً هناك نقص يعتريه، فليس هناك داعٍ للصراعات .

وفي كل يوم الشمس تطلع وتغيب، ويولد أطفال ويموت شيوخ أو اطفال غيرهم، أو شباب وفتيات في عمر الزهور، فليس في الموت ثوابت، والناس تنام وتستيفظ، وتأكل وتجوع، وترتدي الملابس فتُبلى وتشتري غيرها، والصغير يكبر والكبير يضعف، والدنيا منذ أن خلقها الله وهي على هذه الحال، لا تغيير ولا تبديل، هل سمعتم أن إمرأة أصابها الكبر والعجز فعادت الى سيرتها الأولى غير زليخة زوجة العزيز، وهل رأيتم أحد مات وفاق من موته غير من أحياهم المسيح عليه السلام بوحي من الله ؟..إذٍ كل شيئ ثابت ومعلوم ومقسوم ومقدر ، لكن يبقى الإنسان هو الإنسان، يكابد ويعافر ويعصي ويتمرد ويقف أمام خالقه، والله يسامح ويغفر، ثم يعصي الله في الإساءة لخلقه، فلا يتجاوز، بل يترك لعبده الحق يوم القيامة، كلاً يقتص من الأخر .

وفي الحياة امثلة كثيرة، وفي الكتب امثلة أكثر، وفي الاديان والرسالات دلائل أكثر وأكثر ، لكننا مغيبون، متجاهلون، منكبون على حياة قصيرة فانية، نقاتل بعض ونظلم بعض ونغتاب بعض، وكأننا لم نسمع يوماً نصاً يحرم أو يجرم كل ما نفعله من موبيقات، أو حتى نتبع مكارم الأخلاق .

و الحياة ما أسهلها وما ابسطها وما اتفهها، وهي كمن دخل من باب وخرج من باب أخر، مسافتها قصيرة، وعيشتها فانية، واحداثها سريعة، والمغرور فيها من غره عمله، والسالم منها من إغتنم دنياه لاخرته، وكلاً سيجني ثمرة ما قدم، إن كانت خيراً فخير، وإن كانت شر، فبئس المصير، فلا يقسو الإنسان ولا يظلم ولا يعصي ولا يطمع ولا يرفث ولا يفسق، بل يكون لين هين متواضع خافضاً جناح الذل من الرحمة لغيره .

جمعتكم مباركة .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟