01:35 am 03/10/2019
| 3586
تستحق شركة خالدة التمجيد والتفخيم والتسويق والتنعيم والتزيين وكل ما ينتهي بالنعيم ، فهي ثاني أكبر كيان منتج للبترول في مصر ومن الممكن أن يكون الأول بقليل من الجُهد ، ربما كانت الفترة التي تولاها المهندس خالد موافي أشد ضراوةً على الشركة ، ليس لعيب في شخصه وإنما بعض الضعف في الإدارة ولفقدان حلقة الوصل داخلياً وخارجياً ، فقد ترك الأمور في يد البعض الذين أنحرفوا بها وكانت النتيجة ضحايا ودماء وعدم ضبط لإيقاع العمل وغطرسة وكأنه لا حساب ولا عقاب .
غير أن المهندس خالد موافي قضى نحبه بقرار إقالته ، واعترف أن الرجل من الأدب وحُسن الخُلق بمكان ، لكن ليس الأدب هو ما نصبو اليه في هذا الوقت ولا في هذه الحالة ولا في هذا الموقع والمكان ، الأداء هو الفيصل يا عزيزي ، وعندما يتقاعس المسئول حتى عن المشاركة الإنسانية في أحلك الأوقات ولا يهرول ليجمع أشلاء من ماتوا فهو لا يستحق المكان ، وهذا ما أغضب وزير البترول فكان القرار أشد وطأةً على المتقاعسين .
وقد قذفت قرارات المهندس طارق الملا بالمهندس سمير عبادي رئيساً للشركة ، وهو قرار كانت الإدارة تهفو اليه منذ زمن بعيد لولا تدخل من كانوا سابقاً حمايةً لتلاميذهم في المكان وتحقيقاً لمصالحهم ، لكن ما ضاع قد ضاع وما فات قد فات ، ودعونا نسعى للأمام ونبدأ مرحلة جديدة ومنهج جديد ومقرر جديد، وهو الخط الذي يسير عليه المهندس سمير عبادي لأنه رسمه لنفسه منذ أن عاد لبيته من جديد .
و بعيداً عن أن هذا الرجل "عبادي" يحفظ عدد آبار خالدة ونقاط زيتها وقطرات غازها ، وبعيداً عن أنه يعرف كم خطوة بين الحقل والأخر ، فقد بات عبادي مهموماً بتحقيق العدالة بين العاملين ، هذه العدالة التي تحطمت على صخرة جبروت مسئول لايزال بالشركة "نطمح أن يتم نقله مستقبلاً"، لأنها هي التي ستحدث الإنتماء الذي هو سبيل النجاح والتقدم والعمل والعطاء ، كما يضع سمير عبادي منظومة السلامة نصب عينيه ، لأنها كانت سبباً فيما حدث.
المهم أن الرجل يعيد ترتيب البيت من جديد داخلياً وخارجياً ، إيماناً منه بأن هناك خلل ما وإدراكاً لمنزلة هذه الشركة الكبيرة والعظيمة وبالعاملين فيها .
وأعتقد أن تغيير مسئول الأمن الميداني بالشركة كان له بالغ الأثر في أداء وهدوء خالدة منذ اليوم الأول ، فاللواء أحمد توفيق لديه ماضٍ عريق وهو من رجال الأمن المخلصين وتجربته في بدر الدين خير شاهد ، يضاف الى ذلك قيادات العمليات والمشروعات والقانونية والطبية ، الذين يعتبرهم المهندس سمير عبادي ادواته للعمل "فعلاً وليس قولاً" ، أما الإدارية فتحتاج إلى إعادة نظر لأنها تقادمت بفعل فاعل ، وهي عصب الشركة والإسراع في إصلاحها يتطلب السرعة الشوماخرية .
بيت القصيد مما سبق أن خالدة تستحق الكثير لأنها كيان وصرح وطني كبير ، فلنقل حي الفلاح ونعمل سوياً يداً واحدة وعلى الله قصد السبيل .