قالوا:-"إن فاتك الميري إتمرغ في ترابه"، مثل قديم نردده دائماً كلما رأينا عم عاشور وهو داخل يعمل العملية على حساب السكة الحديد، أو رأينا عم كمبورة وهو رايح يقبض معاشه بداية كل شهر من البريد، لكننا لم نحلل ذلك ونضع العلاج ،لم ندرك أن كل الشباب يسعى للحصول على وظيفة في الحكومة عشان لما يكبر يلاقي معاش، ولما يتعب يتعالج على حساب الحكومة، ولم نعي أن نتيجة ذلك أوصلتنا إلى أن الشباب ترك وظائف بمبالغ كبيرة في القطاع الخاص مقابل جنيهات قليلة من الوظيفة الميري.
لم يخرج عبقري تليفزيوني واحد أو جهبذ من جهابذة الفيس أو حتى وزير من البارعين في التخطيط ويقولوا لنا إزاي الحكومة تتخلص من هذا الوباء، إزاي نوجه بند الأجور المُنهك للدولة لخدمات تجعل المواطن في حالة إستقرار نفسي طوال الوقت، حالة تدفعه أن يعمل أي شيئ طالما أنه سينتج ويفيد الدولة، للأسف لم نسمع ولم نرى ولم نقرأ عن واحد فكر وكتب وقال.
والحل بسيط وسهل ومن غير تكاليف بحثية ولا لجان ولا تنظير...الحل هو: تعميم مظلة التأمين الصحي والضمان الإجتماعي، يعني إللي يتعب يلاقي مستشفى يتعالج فيها وإللي يوصل سن الستين يلاقي معاش يكفيه ،وإللي يموت يلاقي تربة يندفن فيها وحد يعيط عليه...كل ذلك سيخلص الدولة من مصيبة بند الأجور، وسيدفع عجلة الإنتاج، وسيوفر عمالة للقطاع الخاص، وساعتها لا فيه حد هيقول عاوز أشتغل لا في البترول ولا في الكهربا ولا في السياحة، كله هيشتغل إما سمكري أو قهوجي أو أونطجي أو عامل بناء أو بياع في سوبر ماركت أو شحات في الشارع، ماهي دي المهن إللي دخلها كبير!!!
