الكاتب : عثمان علام |
03:20 am 31/08/2019
| 2220
يَحُلُّ شهر الله المُحرَّم، فيتذكَّر المسلمون ذلك الحدث العظيم، الذي قلَب موازين التاريخ، وغيَّر وجه البشريَّة، إنَّه حادث الهجرة النبوية المباركة، من مكَّة المشرَّفة إلى المدينة المنورة ، التي كانت سبيلاً إلى إنشاء الدولة الإسلامية؛ حيث شعَّ نور الإسلام في كل الأرجاء ، ودخل النَّاسُ في دين الله أفواجًا.
من أهم الدروس والعبر التي يجب أن نتعلمها من هجرة النبي ، التضحية ، فقد ضحى النبي ببلده مكة وكانت أحب مكان الى قلبه ، وهذا يؤكد حب الوطن ، كما تعلمنا الهجرة عدم اليأس ، فقد دعا الرسول قومه سنوات طويله فهجروه وآذوه وعذبوه ، وأصر حتى فتح الله عليه .
ومن دروس الهجرة حسن الصحبة ، وابو بكر الصديق خير مثال ، فما كان يفرح إلا لفرح رسول الله ولا يغضب إلا لغضبه ، حتى قيل أنَّه هو المقصود بالْمُصدِّق في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ﴾
كذلك إتقان التخطيط وحسن توظيف الطاقات ، وقد كان للنساء والصبيان دور في الهجرة ، وكانت السيدة اسماء بنت ابي بكر تحمل لهم الطعام وسميت ذات النطاقين
كذلك الثبات على الموقف، والبحث عن الحلِّ الشامل وليس الاقتصار على مفاوضات البدائل الوقتية ، كذلك شدة التوكل على الله ، لإن التوكُّل سبيل النَّصر، ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ﴾
و من معاني الهجرة ، هجرة المعاصي وما يُعْبَد من دون الله، وهجرة القلوب إلى الله تعالى، والإخلاص في التوجُّه إليه في السرِّ والعلانية .
وإنْ كان الصيام في شهرِ مُحرَّم مستحبًّا؛ لقوله - صلى الله عليه وسلَّم -: أفضل الصيام بعد شهر رمضان، شهر الله الذي تدْعونه المُحرَّم ، فإنَّ صوم اليوم العاشر منه المعروف بعاشوراء مؤكد، نصومه شكرًا لله لأنَّه أَنْجى فيه موسى - عليه السَّلام - وأغرق فيه فرعون، فكان صيامُه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلَّم -: (يكفِّرُ السَّنَةَ الماضِية) .