02:01 am 20/08/2019
| شخصيات
| 3372
شهدت قاعدة نيونوكسا لإطلاق الصواريخ شمال روسيا بالقرب من مدينة سيفيرودفينسك الروسية حادثاً نووياً بوكالة روساتوم النووية الروسية، يوم 8 أغسطس الجارى حيث تم الإعلان عن وفاة خمسة موظفين بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح ناجمة عن تعرضهم لحروق وذلك إثر اشتعال وقود أدى إلى الانفجار أثناء اختبار تجريبى لأحد الصواريخ الروسية الجديدة.
وقد حاولت السلطات الروسية التعتيم على الخبر إلا أنها اضطرت إلى الاعتراف بعد كثير من التردد بأن الانفجار الذى وقع يحمل طابعا نوويا ووقع خلال القيام بتجربة محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل.
وأكدت روساتوم أن موظفيها كانوا يقدمون الدعم الهندسى والتقنى المتعلق بالوقود المستخدم فى محرك الصواريخ.
وقد أدى هذا الانفجار إلى إعادة حادث تشرنوبل إلى الأذهان والذى حدث عام 1986، فى شمال أوكرانيا السوفيتية، ويعد هذا الحادث أكبر كارثة نووية شهدها العالم، حيث تعرض المفاعل رقم 4 فى محطة تشرنوبل للطاقة النووية إلى انفجار أثناء اختبار تقنى ونتيجة لهذا الحادث أطلقت إشعاعات أكثر بـ400 مرة من تلك التى انتشرت حينما قامت الولايات المتحدة بإسقاط قنبلة ذرية على هيروشيما عام 1945.
وما أن بدأت الأخبار حول الانفجار بالموقع الروسى العسكرى، تناقل المصريون ذلك، معبرين عن مخاوفهم نحو المفاعل النووى الجديد، الذى سيتم إنشاؤه، بالتعاون مع روسيا فى منطقة الضبعة فى شمال غرب مصر.
ورداً على تلك المخاوف، أكد الدكتور كريم الأدهم، المتحدث باسم هيئة الأمان النووى، أنه لا صحة لمخاوف المصريين من إنشاء مفاعل الضبعة، مشيرا إلى أن «تشرنوبل» ذو تصميم قديم وكان حالة خاصة، لافتا إلى أنه لا وجود لتسريبات إشعاعية فى الشرق الأوسط.. وإلى نص الحوار:
ما هى الأسباب التى أدت إلى حادث تشرنوبل الشهير؟
- تصميم مفاعل تشرنوبل كان تصميما قديمًا جداً لمفاعلات لم تعد موجودة الآن، ورغم ذلك كانت هناك تجربة على المفاعل لحادثة، ولأجل القيام بتلك التجربة قاموا بوقف عمل أجهزة الأمان، ولكن لم يستطيعوا بعد ذلك السيطرة على الوضع وكأنهم تعمدوا وقوع تلك الحادثة، كما أن معاملات الأمان لم تكن كما هى الآن.
هل الانفجار الذى حدث فى روسيا خلال الأيام الماضية له علاقة بالمفاعلات؟
- ما حدث ليس له علاقة بالمفاعلات، لكن ما حدث هو أن وقود الصواريخ يستخدمون به مصدرا مشعا وذلك لتسخين الوقود وحصل أن الوقود السائل حدث به الحريق أو الانفجار، وتسبب احتواؤه على مصدر مشع فى زيادة الإشعاع فى المكان.
حاولت روسيا بعد الانفجار التعتيم على الخبر فهل لأن ما حدث مشابه لما حدث سابقاً فى تشرنوبل؟
- سبب التعتيم لأن ما حدث حدث فى موقع عسكرى، وليس مدنيا، وما حدث من تعتيم سابقاً فى تشيرنوبل لأن الحادث كان كبيرا وكان أيام الاتحاد السوفيتى وحدث انتشار كبير للمادة المشعة ووصل لدول إسكندينافيا.
مدينة سيفيرودفينسك الروسية حدث بها زيادة فى النشاط الإشعاعى حيث ارتفع لمدة قصيرة حوالى ساعة واحدة.. فعل ينذر ذلك بوجود خطر إشعاعى؟
- على الإطلاق لقد حدث لمدة ساعة أى أنه شىء عارض حدث ثم انتهى، وكلما انتشر فى الجو يحدث تخفيف حتى يحدث التلاشى ولم نعد نشعر به والمستويات التى وصلت لها فى النهاية لم تعد لها أهمية.
هل أعطت السلطات الروسية أوامر بتلقى العلاج باليود بمدينة سيفيرودفينسك؟
- لم يكن هناك أى تعليمات لأخذ اليود لكن ذعر سكان سيفيرودفينسك جعلهم يهرعون إلى الصيدليات لشراء اليود، الذى يحمى الغدة الدرقية إذا ما وقع حادث نووى.
هل يوجد خطر على الشرق الأوسط من انتشار ذلك الإشعاع؟
- إطلاقا لا يوجد أى خطر على الشرق الأوسط والدليل أنه لا يوجد أى دولة رصدت أى زيادة إشعاعية.
هل يعد إنشاء المحطات النووية مهما؟
- بالطبع إنشاء المحطات النووية أصبح بالنسبة للعالم كله بندا كبيرا تحت مسمى تنويع مصادر الطاقة فمثلاً دولة مثل فرنسا تستمد 70% من طاقتها الكهربية من المفاعلات النووية.
هل هناك مخاوف لفكرة بناء مفاعل نووى فى مصر؟
- ليس هناك أى مخاوف، على العكس فالمحطة التى يتم إنشاؤها حالياً فى الضبعة هى من الجيل الثالث المتطور، حيث تتخذ أعلى معدلات الأمان فى العالم وأكثر من ذلك فهناك معامل يسمى «أمان ذاتى» بحيث إن المفاعل نفسه يحاول أن يعدل من نفسه أو يصلح نفسه لو حدث شىء، إذن ليس هناك مخاوف على الإطلاق، وبالنسبة للمنشآت العسكرية فهى لها أوضاعها الخاصة والحالة الوحيدة التى حدثت هى تشرنوبل وتصميمها لم يعد موجودا.
هناك تشكيك بأن روسيا لا تضع عوامل أمان كافية أثناء صنع المفاعلات وما يثبت ذلك كلا الحادثتين؟
- فى مصر هناك هيئة رقابة نووية تقوم بمراجعة كل البنود للتأكد من الأمان، وأكثر ما يهم أن هذه منشأة نووية مصرية أيا كان مصدر صناعتها، كما أنها تخدم برنامج التنمية المصرى للطاقة وتتأكد من أنها لا تسبب أى ضرر على الإنسان والبيئة المصرية، فهى تراجع كل شاردة وواردة والاحتمالات التى من الممكن حدوثها من أول اختيار الموقع حتى تشغيل المحطة فى النهاية.
ماذا يحدث إذا كان هناك حادث مماثل فى المفاعل النووى المصرى فى الضبعة؟
- بالنسبة للمفاعلات الجديدة هناك نظام يسمى نظام الدفاع فى العمق المتعدد الحواجز الدفاعية، ففى النهاية لو حدث حادث مماثل وانطلقت المادة المشعة فإن مبنى الاحتواء المصمم بشكل قبة المفاعل تم اختيار تصميمه بحيث يقاوم الانهيار وحتى إن اصطدمت بها طائرة لا ينهار، فأى شىء سيحدث أو أى انطلاق للمادة المشعة سيظل داخل المبنى وهناك خطط طوارئ معتمدة وبها معايير عالية للأمان