الكاتب : عثمان علام |
01:06 am 20/08/2019
| 3009
أسلوب جلد الذات لا يؤدي إلا للإحباط، والنظر إلى الماضي يعكر صفو الحاضر .. نحن نتميز بماضٍ عريق وبحاضر أكثر عراقة أيضاً.
فكثيراً ما ننتقد أسلوب التعليم وتدهوره وسلبياته، ولا يزال عندنا حصيلة كبيرة من العباقرة يحصلون على مجاميع مرتفعة ومن مدارس وجامعات حكومية، وننتقد الصحة، وغالبية الشعب المصري يتلقى علاجه فيها، وننتقد المواصلات و%95 يستخدمونها بكل أشكالها وأنواعها، حتى زوجاتنا ننتقدهم ولا يمكن الإستغناء عنهن...إذاً لدينا كل شيئ، يتحرك معنا في الماضي وفي الحاضر، إذاً لا داعي لجلد الذات عمال على بطال، نعم هناك سلبيات، لكن لايجب أن تكون هي التي تحرك المزاج العام، فهذا وقعه خطير ومؤثر وسيؤدي إلى الإحباط الذي سيؤدي لعدم الإنتماء لأنه ينتقل للصغار والشباب.
ويحكون كثيراً عن عدم وجود قيادات في الدولة، وأن الإختيارات كلها سيئة، وإذا أفترضنا أنها سيئة بالفعل فكيف تتم المشروعات الكبرى القائمة الآن؟،- ومن هو ذلك السيئ الذي يستطيع أن يبني ويشيد وينجز إذا كان بالفعل سيئ؟
وفي قطاع البترول مثلاً لا حديث لدى الموظفين حاليين وسابقين إلا عن عدم وجود قيادات حقيقية كالتي كانت من قبل، مع أن المشروعات القائمة في القطاع الآن أكثر من ذي قبل، بل على العكس، إذا كان في السابق كان يوجد قيادات جادة وحكيمة وديكتاتورية فلدينا الآن قيادات نظيفة وجادة وحكيمة، وبعضهم يتميز بالبيروقراطية والديكتاتورية، وبعضهم مزجنجية...
على سبيل المثال كان لدينا رئيس شركة عبقري صيف وفقاً للائحة ب250 ألف في السنة، وأخر حصل على كوبونات ب20 الف جنيه في الشهر لشراء وجبات من كنتاكي، وثالث ورابع اشتروا جمبري وكابوريا وإستاكوزا ب70 ألف جنيه في حفلة أحد قيادات المعاش منذ أيام، وخامس أبدع في وضع شروط المظهر العام للعاملين بالشركة، وسادس صرف 2500 جنيه بدل كحك وغريبة لكل موظف ، وسابع عقد مجلس إدارة لزيادة أساسي راتبه 2800 جنيه، والآن لدينا من لديه 5 سيارات لاند كروزر موديل السنة ، وأخر خصص لنفسه 5 سيارات ، وثالث عضو مجلس إدارة في 5 شركات ، ورابع يتقاضى أرباح سنوية من شركته ومن مكافأت مجلس الإدارات 6 ونص مليون جنيه ، وغيرهم من عباقرة العصر كثيرون ، وهؤلاء رغم انهم عباقرة في التهليب والسطو على المال العام باللوائح سيطولهم سيف الرئيس يوماً ، فكلنا شاهد اللواء اركان حرب الذي يتقاضى 14 ألف جنيه ...ومن ثم لا داعي أيضاً لجلد الذات فسيأتي الإصلاح آجلاً أم عاجلاً .