الكاتب : عثمان علام |
12:04 am 06/08/2019
| 1966
وَلَمّا قَسا قَلبي، وَضاقَت مَذاهِبي .. جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلماً، تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنُتهُ.. بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَماً، فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل.. تَجودُ وَتَعفو مِنةً وَتَكَرما، فَلَولاكَ لَم يَصمُد لإِبليسَ عابِدٌ.. فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيكَ آدَما، فَلِلهِ دَر العارِفِ النَدبِ أنّه .. تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما، يُقيمُ إِذا ما كانَ في ذَكرِ رَبهِ.. وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما، وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ.. وَما كانَ فيها بالجَهالَةِ أَجرَما، فَصارَ قَرينَ الهَم طولَ نَهارِهِ.. أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما، يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي.. كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما، أَلَستَ الذي غَذيتَني وَهَدَيتَني .. وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَي وَمُنعِما، عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلتي.. وَيَستُرُ أَوزاري، وَما قَد تَقَدما.
وهو الذي قال:
بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم، سوى من غدا والبخل ملء إهابه، فجرّدت من غمد القناعة صارماً، قطعت رجائي منهم بذبابه، فلا ذا يراني واقفاً في طريقه، ولا ذا يراني قاعداً عند بابه، غنى بلا مال عن الناس كلهم، وليس الغنى إلا عن الشيء لا به، إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً، ولج عتوّاً في قبيح اكتسابه، فكله إلى صرف الليالي؛ فإنّها ستدعو له ما لم يكن في حسابه، فكم قد رأينا ظالماً متمرداً، يرى النجم رتيهاً تحت ظل ركابه، فعمّا قليلٍ وهو في غفلاته، أناخت صروف الحادثات ببابه، وجوزى بالأمر الذي كان فاعلاً، وصبّ عليه الله سوط عذابه.