للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

كلمتين ونص..ولنا في هذه الكلمات دروس!!

كلمتين ونص..ولنا في هذه الكلمات دروس!!

الكاتب : عثمان علام |

05:54 am 26/02/2017

| رئيس التحرير

| 1912


أقرأ أيضا: Test

عثمان علام:

قيل أن رجل صالح أقام سقاية للناس وجعلها وقفاً لله تعالى ، وفي اليوم التالي فوجئ الناس بأن سقايتهم قد لوثها شخص ما بالقاذورات ،فأخبروا الرجل الصالح بهذا الفعل المشين ، فقال لهم الرجل :لا بأس أعيدوا ترتيبها وبناءها. 

فلما فعلوا ذلك فوجيء الناس في اليوم التالي، أن سقايتهم قد تلوثت مجدداً، وأخذوا يصرخون:

من هذا الذي يلوث صدقة جارية للناس ؟

وذهبوا للرجل الصالح فقال:

للعمال أعيدوا ترتيبها، واختبئوا في الليل وانظروا لي من هذا الشخص، واكتموا أمره ولا تكلموه وأعطوني الخبر. 

وفي اليوم التالي جاء العمال إليه على استحياء وإحباط يقولون له:

ماذا نقول لك يا سيدي؟ 

قال: ماذا؟ 

فقالوا له: إن الفاعل هو قريب لك. 

فقال: لاحول ولا قوة إلا بالله، اسكتوا واكتموا أمره، ولا تحدثوا أحدا عن فعله. 

ثم قال لهم وللمرة الثالثة: 

أعيدوا ترتيب السقاية وبنائها.

ولما جن الليل ذهب يطرق بيت إبن عمه، وأخذ معه كيس من القمح وآخر من السكر ومعه طيب وكيس من النقود، ثم قرع باب بيته قال:

من بالباب؟ 

فقال الرجل الصالح: خويدمكم (وهي كلمة تصغير لخادم). 

ولما فتح الباب وجد أن الطارق قريبه فقال له: 

ماذا تريد؟ 

فقال له الشيخ :(جئتك معتذرا لك، فأنا مقصر في حقك، ولم أزورك منذ فترة طويلة، ولم اسأل عنك، أرجو أن تسامحني، فنحن بيننا صلة رحم ،واخذ يلاطفه، ولم يذكر له قصة تلويثه للسقاية، بل انه أكرمه وأعطاه ما معه من الأكياس مع النقود والطيب وانصرف. 

ثم أجتمع بعماله وأمرهم أن ينظروا الليلة في أمر السقاية، فلما انتصف الليل أتى قريبه مجدداً، ولكن هذه المرة ليس ملوثاً للسقاية، بل مبخراً إياها بالطيب الذي أعطاه له الرجل الطيب، 

فإنبهر العمال من التحول العجيب الذي حصل لقريبه إذ تحول في لحظة من عدو إلى صديق حميم !!..

هذا هو معنى قول الله تعالى : ( إدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )

والرسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ،وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ،وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ "

بهذا المنهج تسير الحياة بسلام، لاخلاف لاشجار لا نفاق، الدفع بالحسنى هو من يداوي الجروح ويُذيب الخلافات..دنيا أبسط من ذلك كله.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟