الكاتب : عثمان علام |
09:56 pm 25/07/2019
| 2606
تمثلت القيمة الحقيقية في الفن الراقي بأنه كان لكل أغنية حكاية تولد من رحمها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحب وعلاقات الارتباط ، ولهذا لجأ الملحنيين والمطربين إلى مغازلة الطرف الأخر أو التودد إليه من خلال كلمات الأغاني.
ومن أهم الأغنيات التي تحمل رسالة هامة، أغنية هان الود التي ألفها "أحمد رامي" ولحنها وغناها موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب " قالولي هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحداني رديت وقلت بتشمتوا ليه هو افتكرني عشان ينساني ..أنا بحبه وأراعى وده أن كان فى قربه ولا فى بعده "، وبهذه الكلمات عبر عبدالوهاب عن حبه لزوجته نهلى القدسي ، فبعد انفصالهما، بفترة أراد أن يرجع إليها بينما هي صممت، وأجرت حوار مع جريدة الوقائع المصرية بعنوان "هان الود"، وبعدما سمع عبدالوهاب الخبر ذهب إلى الشاعر أحمد رامي وحكي له ، وسرعان ما قام رامي بكتابة كلمات الأغنية ، وعندما سمعت نهلة القدسي الأغنية وخاصة " أنا بحبه وأراعي وده أن كان في قربه ولا في بعده"، تأثرت كثيراً بكلمات الأغنية التي ناجت مشاعرها، وفهمت الرسالة، وقررت الموافقة والرجوع لعبدالوهاب، ولم تتركه حتى توفي عام 1993.
ويحكى أن محمد عبد الوهاب تزوج ثلاث مرات، الأولى في بداية مشواره الفنى وهي سيدة تكبره في السن، وتم الطلاق بعدها بـ10 سنوات، و في عام 1944 تزوج بزوجته الثانية "إقبال" وأنجبت له خمسة أبناء، واستمر زواجهما سبعة عشر عاماً وتم الطلاق في عام 1957.
وتزوج بزوجته الثالثة "نهلة القدسي" وهي سورية الأصل، وكانت قد تزوجت من عبدالمنعم الرفاعي، السياسي الأردني، قبل زواجها من عبدالوهاب وفي عام 1957 ذهبت إلى بیروت في نفس الوقت الذي كان عبدالوهاب نزیلاً في أحد فنادقها وكان مريضاً وزارته مع بعض أصدقائها وحدث التعارف، وتوفيت نهلة القدسي في 16 أغسطس 2015.
انها حكاية أغنية من حكايات وقصص كثيرة تحولت لطرب أصيل يلهب المشاعر ويدمع عيون المحبين ، وليست أغاني عبدالوهاب هي وحدها التي عبرت عن قصص حقيقية ، ولكن أغاني كوكب الشرق وعبدالحليم وفايزة ونجاة .
أما الآن فنسمع ضجيجاً بلا معنى ، كلمات يكتبها فننس للمزجنجي ويطلق العنان لحنجرته في الافراح الشعبية والكباريهات ، وما أكثر فننس و مزجنجية هذا العصر .