جلست إمرأتان في أحد الحدائق ، ومع كل واحدة منهن ولدها، وبينما عامل النظافة يتجول في الحديقة ، قالت أحداهن لولدها: "إذا فشلت في دراستك فسوف يكون مصيرك مثل ذلك الرجل الذي يجمع القمامة" ، أما الأخرى فقالت لولدها: "إذا تفوقت في دراستك فسيكون بإمكانك أن تصنع حياة أفضل لهذا العامل"....ورغم إتفاق الغاية في تحفيز الأبناء على العلم والتعلم والإجتهاد ، إلا أن الأسلوب أختلف كثيراً ، فالاولى إستخدمت عبارة سلبية "فشلت في دراستك"، وإحتقرت عامل النظافة ، بينما الثانية إستخدمت عبارة إيجابية "تفوقت في دراستك"، وحثت إبنها على أن يكون رحيماً بغيره ويفكر في تحسين أحوالهم...وأعتقد أن السبب في إفساد المجتمع ، وعدم قيام كلاً بمهمته التي جُبلَ من أجلها ، هو تلك الرسائل التي نوجهها لأبنائنا ، وتدعيم الفوارق الطبقية والإجتماعية لديهم ، وتدعيم الدراما والأفلام وبرامج التوك شو لتلك الطبقية وبث سمومها بين أبناء الجنس الواحد ، هذه الرسائل أفقدت الكثير من المهن التي لايمكن الإستغناء عنها أهميتها ، فتحولت شوارعنا إلى بركة من الزبالة والإهمال ، وإنسدت المجاري ، وتهالكت الطرق ...فماذا ينتظر مجتمع حقرّ من شأن من ينظف له روثه إلا تناثره في كل مكان !!!!!