يوم الثامن من مارس كُلّ عام؛ تخصّصُه منظمة الأمم المتحدة؛ كعيد للمرأة منذ عام 1977م؛ ويرمز لنضال المرأة والمطالبة بحقوقهن.
�وفي هذا اليوم أوجّه رسالة إلى أمّى؛ التى ناضلت؛ دون أن أردّ جزءأ ضئيلا مِنْ حقّها..وإلى كُلّ أمّ مصريّة.. وكًلّ إمْرَأة على أرض مصر.
أمّى التى هى (حِتّة) (حِتّة).. وطوبة طوبة شَيّدت جسراً بَيْنى وبَيْن النّاس.. ورمت أساسه مِنْ الحُبّ في الله..وعلمتنى أنّ الحُبّ؛ أغلى وأثْمَن مِنْ كنوز وأشهى من إغراءات وغوايات الدنيا.. وألا أجعل المال حاجزاً ولامبرّراً ولا وسيلة؛ لوصل مَنْ أحُبّ.. ولا الدافع لصِلَة رَحِم.
أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني..أنْ أتألم في صَمْتٍ.. وأنْ أصفح في عَلْن.. ولا معنى للانتقام؛ إلا مِنْ عدو دينى؛ شهادة ربّ.. أوأنّ الجَمْال الحقيقي؛ ليس وَسَامة شَكْل.. ولا أناقة مَلْبَس.. ولا هندلة موضة؛ وغلوّ ثمن؛ والتباهى بنوع الماركات العالميّة..
وما أنا إلا بحجم ما أكسب؛ وأخلص؛ وأكدّ؛ وأتقن.. مِنْ خلال تربية نفس.. ورُقِىّ روح.. وسموّ خُلق.. والسير بدروب الحياة؛ توأمة شرع الله.. ورقّة عشرة عباده أينما يكون وكيفما تحلّ.. أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني..ألا أحقّر؛ ولا أقلّل؛ ولا استصغر عطاء مَنْ هو أقل منّى، ولو كان حقيقى الفعل.. ضئيل الأثر.. وألا أفضح معايْب أحد.. فكلنا تحت مظلّة سَتْر الله نعش، إلا من قدر له الفضح حِكْمَة خالق؛ لا قبيح فِعْل مخلوق.. وسوء صنيع عَبْد.
أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني..ألا تخاف إلا الله وَحْدَه.. وفي علاقاتك بالبشر؛ لاتنسى أنك أقل مخلوق، وترفّع بنتاج تواضع أهل الحلم والعلم والمعرفة.. وتجيد فنّ التجاهل.. وتكتسب ثقة (الأنا) و(الأنت) والآخر.. وتغدو عزيز نفس.. تتحلّى بجود العطاء؛ فلا تُذَلّ بإلحاح أخذ.. ويغنيك الله بمكانة وكرامة؛ تعلو أكبر حاجات الدنيا.
أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني..من يحترم ذاته يرقى بروحه.. ويحترم غَيْره.. ويجبر الآخرين على احترامه.. وتنضبط معيشته بأدب يطلب.. وفي قمّة الذوق يَمْزحُ ويداعب.. وحين يعتذر؛ يخلص ويصدق ويختلف برفق ولين دعوة أمل فى عودة دون انكسار خاطر؛ أو تمزيق حِبْال ودّ؛ أو هَدّ ألفة سَكَن.
أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني..أنّ الحديث عن غائب أكل لَحم؛ وهتك عرض.. فأحرص على شرف أهل بيتك أوّلاً.. وعفّة حجرات نومك؛ قبيل أن تنسى؛ أنّ الله يراك، وأنت تتغايْب عن ذاتك.. وتعمى عَنْ بصيرة روحك.. و و فى الباطل؛ لا عُذر ولا اضطرار.. فلاتخدع؛ ولاتُخْدع! أصبر وتحمّل.. والوقاحةُ لا تُرَدّ بِمْثِلها.. وإيّاك أنْ تعتقد ذاكَ ـ المنحُ النادر من الله ـ ضعفاً.. فالطيبة حُسْن نيّة بالذى خلقنى وخلقك.
أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني..أنْ أقنع..يَكْفى وأنت جائع؛ أنْ تشمّ إيدك فتشبع.. وبحمد الله تبتر أىّ إنكار جميل؛ يكاد يغزوك؛ وله تستسلم وتخنع وتخضع.. وقتها؛ بمال الدنيا لن ترضى؛ ونفسك لن تنعم..! فأحذر تضيع الصحّة؛ أغلى رزق السّماء لأهل الأرض.. تجمعُ المال والسّلطة والجاه.. ثم يحلّ بك زَمنا؛ تصرفُ كُلّ ماتكنز وتدخّر على صحة، من بين يديك؛ تتبدّد هى والعمر .. و ولا تزل عن ححقيقة الأمر تغفل.. وتعمى! فأدرّ رزق (عفو) و(عافية) مِنْ الله عزّ وجلّ.. وترحل أمى.. وأتأمل وأتدبّر وأتأكّد.. لم جعلها الله سبحانه وتعالى (دَعْوة) يوم الجُمَعة المبارك؛ الذى هو عيد المسلمين؛ والتى بها ساعة إجاب.. فلا تشتكى؛ وأنت تحمل جبال وَجْع.. ويزيد تحكمك في قدراتك وذاتك.. وتهرول خلف شهوة تغلبك في سيطرتك وسطوتك للآخرين.
أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني..ألا أهين؛ وألا أقلل من قيمة أحد؛ أمامه أو من وراء ظهره.. وألا أجرح صاحب حاجة.. أو من يلتمس مصلحة؛ مهما كان مبرّرها.. فلا أتغيّر بتبدّل أحوال مَنْ حَوْلى؛ أوتغيّر مستواهم بدرجات معاملاتهم.. وأنْ ابتسم لكُلّ وجه.. فلا أحرمنى من صَدَقةٍ؛ أوصى بها رسول الله صل الله عليه وسلم.. والأكثر؛ ابتسم لتصرّفات البعض.. ليس لأنّها تعجبنى؛ أو لأنّها جميلة المَحْيا؛ بل كثيراً ما تنغصّ؛ وتعكّر براء روحى.. وتلوّث عذب نبضى.. فهو بسم الحَمْدِ والشُّكْرِ لله، يوم عافانى ونجّانى مِنْ هذا الأذى.. ولم يجعلنى على شاكلتهم.. أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني.. أسير بركب جَبْر الخواطر.. وأوقر الأكابر وأرْحَمُ الصغير.. وأشْفقُ على الأصاغر.. الضعيف عندى ذو غلبة وعزوة؛ حتى يُنصر.. والقادرُ ضعيف واهن؛ حتى أشارك في أخذ حقه.. ولو بكلمة طيّبة.. تسرّ بها نفسه.. و(الكلمة الطيّبة) لن تنضح؛ إلا من بِيْار نقاء أدب ومنهج أخلاق.. ترتوى بها براء روح.. تتطلع لجنان الرحمن.. أمّى إمْرَأةٌ مِصْرِيّةٌ علّمتني.. كانت أفضل هديّة خّصّنى بها الله.. والمرأة المصرية من أفضل نساء إعجاز ربّ.. فهل أكتب لها؟ أم أكتب لكلّ إمْرَأة على هذه الأرض تغبر روح أولادها بتراب مصر..؟ أم لكل فتاة تترقّب نعمة إلهيّة؛ فى أمومة خلق؛ ونشوة دغدغات رعاية طفل..؟