للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

رسالة لن تصل الي أبي...كامل ابو الفتوح

رسالة لن تصل الي أبي...كامل ابو الفتوح

الكاتب : عثمان علام |

05:46 am 15/01/2019

| رأي

| 1396


أقرأ أيضا: Test

نحن الكتاب شغلتنا الأحداث السياسة الساخنة والمتلاحقة عن باقى مناحى الحياة وانصرفنا عن إلقاء الضوء عن مشكلات المجتمع ومحاولة وضع الحلول لها وهذه هى مهمتنا الأساسية نحن النخبة من الكتاب والمفكرين، وقد سمعت قصة إحدى السيدات الأرامل وتأثرت بها كثيرا فقمت بصياغة هذه القصة فى صورة رسالة من هذه السيدة إلى والدها وقررت أن تقرأوها معى وأتمنى أن يقرأها كل فرد فى المجتمع لأن هذه الأرملة تمثل شريحة هامة من المجتمع وهن السيدات الأرامل واللائى يبلغ عددهن وفقا "لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء اثنين مليون وربع المليون أرملة.

 

وإليكم نص الرسالة :

( أبى الحبيب أتمنى أن تعيد النظر فى قرار رفضك للرجل الذى تقدم للزواج منى فبعد وفاة زوجى أصبحت أرملة وقد كنت له نعم الزوجة وأنجبت له الأبناء ولكن تصاريف القدر، أصبحت وحيدة أقوم بدور الأب والأم معا وأنا لم أعد قادرة بالفعل على أداء هذا الدور، أنا وحيدة والمسئولية كبيرة وأبنائى يفتقدون حنان الأب ويفتقدون وأنا معهم من يحتوينا وتكون لديه خبرة وحكمة السنين ويفتقدون لرجل قوى يستطيع أن يوجههم ويربيهم، والمرأة يا أبى تحتاج إلى الأمن والأمان والحماية والرعاية فكيف وانا فاقدة لهذه الأشياء أستطيع أن أقدمها لأبنائى؟ ففاقد الشىء يا أبتى لا يعطيه . وتمر الأيام بطيئة متشابهة الأحداث واللون الأسود أصبح هو السمة المميزة لملابسى والعمر يمر وعيون الشفقة تحاصرنى، أتظاهر بالقوة أمام أبنائى ويأتى الليل فينتابنى الخوف، وتدور برأسى اسئلة ماذا أفعل لو لا قدر الله حدث لى أو لأحد ابنائى مكروه وإضطررت للنزول فى منتصف الليل بمن أستنجد ؟ وانا أعلم حالتك الصحية لاتسمح بالقيام بهذا الدور أطال الله عمرك ياأبتى، ولا أجد العون سوى بمكالمة تليفونية مقتضبة كلماتها لا تتغير ولا تتعدى دقائق معدودات من أخ يبعد عنى الاف الأميال أو من أخت مشغولة بزوجها وابنائها .وقد أتفانى ياأبتى فى تربية أبنائى حتى يصبحوا رجالا" ويصبح لكل منهم زوجة وأبناء وينشغل كل منهم غير عابئين بمن أفنت زهرة شبابها لتربيتهم وأظل وأنا فى خريف العمر أنتظر أن يطرق أحدهم الباب ليطمئن على وقد يطول الإنتظار وساعتها سأتجرع مرارة الوحدة وربما يقتلنى الندم لأننى لم أستطيع إقناعك بالموافة على الزواج يوم لاينفع الندم( إنتهت الرسالة) ووجدتنى امام جريمة مكتملة الأركان يشارك فيها المجتمع والدولة معا"، فالمجتمع يعارض وبشدة فكرة الزواج للأرملة التى مات عنها زوجها ويعتبرها إنسانه لآ تفكر إلا فى نفسها فقط وتسمع جملة واحدة وهى (عاوزة تتجوزى ليه هوه إنتى ناقصك حاجه ؟) . وتشارك الدولة أيضا" ممثلة فى وزارة التأمينات بوضع لوائح تنظم صرف المعاش منها حرمان الأرملة من المعاش بمجرد الزواج وهنا ياتى الإختيار الصعب هل تضحى السيدة بالمعاش الذى يكون فى الغالب مبلغ لابأس به فتفضل إما كبت رغباتها أو الزواج العرفى الذى أنتشر واصبح حقيقة واقعة يقرها المجتمع ويقرها الدين بشرط وجود ولى للزوجه وهنا أقترح على أن تعدل قوانين التأمينات الإجتماعية بحيث تسمح للأرملة فى حال زواجها بصرف معاشها من الزوج المتوفى لمدة خمس سنوات وفى هذه الحالة تشجع السيدات على الزواج المعلن والذى يؤدى بالطبع إلى إستقرار المجتمع والقضاء على الممارسات التى لايقرها الدين ولا المجتمع وكثيرا" ما نسمع كثيرا عن أرامل وقعن فى الرزيلة لتلبيه نداء غريزتهن بسبب هذه القوانين الجائرة والتقاليد المقيدة للمجتمع بالرغم من أن الرسول عليه الصلاة والسلام حثنا على الزواج بمن مات عنها زوجها.

 

وهناك نماذج للألاف من النساء فضلن تربية الأبناء على الزواج مرة أخرى وهؤلاء يقدمن تضحيات جليلة يقدرها المجتمع، وفى نفس الوقت يجب علينا ألا نغفل حق المرأة التى تريد الزواج مرة أخر بشرط حسن إختيار الرجل المناسب الذى يتقى الله فيها وفى أبنائها.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟