للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

وللخيال أهمية تفوق أهمية المعرفة... د شيـريــن أبـو خليــل

وللخيال أهمية تفوق أهمية المعرفة... د شيـريــن أبـو خليــل

الكاتب : عثمان علام |

03:29 am 13/01/2019

| رأي

| 1810


أقرأ أيضا: Test

 تناولت فى مقالى السابق موضوع "قتل الإبداع"، وتفاجئت بآراء القراء البناءة والتى تؤكد على حالة "الفهم والإدراك" الموجودة بالفعل، فاكتشفت قدرة الأفراد على رؤية الأشياء بمنظور مختلف والقدرة على تنظيم الأفكار بشكل علمى، مما يؤكد وجود مقدرة حقيقية على حل المشكلات بشكل فعال.

 

كنت أتوقع أن يطول التحقيق فى البحث عن مرتكبى تلك الجريمة "جريمة قتل الإبداع"، ولكن أجمعت الآراء على وجود فاعلين أساسيين وراء ذلك، وهما: نظام التعليم (المتهم الأول) القائم على التلقين والحفظ، وليس الفهم والتحليل، وبهذا يكون التركيز على الجانب المعرفى فقط، وإغفال الجانب الوجدانى الذى تنبثق منه طاقات الحس الإدراكى والإبداعى لدى الفرد. فالمهم هنا هو "مكتب التنسيق" الذى يسمح بالالتحاق بالكليات على أساس المجموع فقط، دون النظر للاهتمامات والهوايات.

 

وتأتى البيروقراطية الإدارية "كمتهم ثانٍ"، والتى أدت بنا للأسف الشديد إلى سوء الإدارة، واتخاذ القرارات غير المناسبة فى الأوقات غير المناسبة، مما أدى إلى إفتقار الفرد داخل المؤسسة إلى روح الابتكار والإبداع.

 

أن الأفكار المبتكرة هى الشريان النابض لاستمرار المؤسسة على قيد الحياة، ودعنى أتساءل إذا سار الجميع على وتيرة واحدة، فكيف وأين ومتى يكون الإبداع؟!

 

وفى استطلاع أجرته شركة IBM العالمية لأكثر من (1500) مدير تنفيذى، من (33) مجالاً مختلفاً من (60) دولة، صُنِفَ الإبداع على أنه أكثر سمات الإدارة أهمية (بلغت نسبة أهميته 60%)، وحددت IBM عدداً من العوامل التى تميز القادة المبدعين، وتوصلت إلى أن نسبة 81% منهم يصنفون الإبداع على أنه عامل أساسى يساعدهم على التوصل إلى حلول جديدة تميزهم عن العامة.

 

ولِم لا..؟! والتفكير الإبداعى يمكن صاحبه ليس فقط من التعامل مع المشكلات الحالية فحسب، بل يمكنه أيضاً من توقع المشكلات والتهديدات المُحتملة، وبالتالى اتخاذ المواقف المناسبة فى الأوقات المناسبة.

 

وعبر أحد الرؤساء التنفيذيين لمؤسسة مالية من خلال الاستطلاع السابق قائلاً: "إذا طلبت من أعضاء فريقى تسلق ذلك الجبل فإنهم رائعون، أما إذا سألتهم أن يختاروا الجبل ليتسلقوه فسوف يحدقون بى تحديقاً".

 

ويكفى أن يُحسب للتفكير الإبداعى جعل الفرد دائم التفكير فى مستقبل أفضل، فالمبدعون دائماً أصحاب رؤى مستقبلية، بل وأصفهم بكونهم مُنقذو العالم، وهذا ما أكده "مارتن لوثر كينج" فى خطبته الشهيرة "لدى حُلم"، حيث جسد موهبة التفكير الابتكارى وأبرز مقدرتها على خلق الدافع للتغيير وعلى التحفيز لثورة فكرية حقيقية تجنبنا شر الروتين والتجمد الإدارى، أو البيروقراطية الإدارية، فالتفكير الإبداعى ضرورة لتطور الجنس البشرى، واستمرار الحياة لما هو أسمى من مجرد البقاء المادى. 

 

وإذا أعدنا النظر إلى الماضى، فسوف نجد أن العديد من الأفكار والمثل العليا التى أصبحت سائدة الآن (مثل حركة الحفاظ على البيئة) والتى بدأت بحلم إبداعى لعدد قليل من الثوريين المنعزلين والذين كان ينظر إليهم على أنهم متطرفون، ولكن أصبح لهم اليوم كبير الأثر على حياة ومستقبل الكوكب بأكمله.

 

.. وللموضوع بقية..

‏Imagination is more important than knowledge.

للخيال أهمية تفوق أهمية المعرفة.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟