للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

كامل ابو الفتوح يكتب: النهاية الحتمية

كامل ابو الفتوح يكتب: النهاية الحتمية

الكاتب : عثمان علام |

02:31 am 10/01/2019

| رأي

| 1993


أقرأ أيضا: Test

كافة العلاقات الإنسانية بين الأشخاص سواء كانت علاقة حب أو صداقة أو قرابة لابد لها من شريان يغذى هذه العلاقات؛ وهذا الشريان هو الاهتمام، أما التجاهل وعدم الاهتمام يصل بهذه العلاقة إلى النهاية الحتمية أو إلى مرحلة الانطفاء، وهو المصطلح الذى استخدمه الصديق حازم خزام فى إحدى مقالاته ما معنى النهاية الحتمية؟!!.. والتى تعرف علميًا بالانطفاء من منظور علم النفس الاجتماعى ما كتبه فى هذه السطور ينطبق أيضاً على جميع أنواع حياتنا الواقعية من أسرة أو من عمل..إلخ.. فعمق مفهوم كلمة الانطفاء تعنى النهاية الحتمية.. احفظ كرامتك وابتعد أنت بعد أن عرفت الإجابة الصامتة أسوأ شىء أن تتواصل مع صديق أكثر من مرة فى أوقات متفرقة ولا يجيب. تعيد الاتصال به غدا فلا يرد. والأسبوع الذى يليه كذلك وتجرب حظك معه بعد شهر وترتطم بالنتيجة المخيبة نفسها وهى عدم التجاوب. ويتضاعف حزنك عندما تجده يرد على غيرك ويوجد فى منصات التواصل الاجتماعى بتبذير. مهما كان عذره رغما عنك سيجتاحك شعور سيئ. 

 

إحساس سيسكنك ويبعدك عنه شيئا فشيئا، هناك مفهوم فى علم النفس اسمه "الانطفاء" ويسمى باللغة الإنجليزية، ‏Extinction  ويشير هذا المفهوم إلى أن علاقة المرء بأى شىء إذا شهدت "الانطفاء" فمن الصعب إعادة إشعالها. يضرب الباحث فى علم النفس، ريموند ميلتونبيرقر مثلاً فى آلة بيع ذاتى للقهوة اعتاد أن يستخدمها يوميا، لكن فجأة مر عليها ووجدها لا تعمل، فجرب حظه وحاول استخدامها فى اليوم التالى وكانت النتيجة كالأمس خارج الخدمة.فى اليوم الثالث لم يمر عليها واختار آلة أخرى على الرغم من أنها تبعد مسافة أطول عن مكتبه. لماذا هجر الباحث ريموند آلة القهوة التى يفضلها؟ ببساطة، لأن علاقته بها مرت بانطفاء. خيبة وراء خيبة خلفت شعورا بأنها لن تعمل من جديد على الرغم من أنها ربما عادت إلى العمل فى اليوم الثالث. الحال نفسه ينطبق على علاقاتنا الاجتماعية. فإذا حاولنا الوصول والتواصل مع زملائنا وأصدقائنا أكثر من مرة ولم نجد تجاوبا قد لا نكرر المحاولة كثيرا فتشهد علاقتنا معهم انطفاء قد يودى بها. وبعد ذلك من الصعب جدا إشعال العلاقة من جديد.فانطفاء هذه العلاقة قد يعنى فى حالات كثيرة مؤشرا إلى نهاية هذه العلاقة التى كانت يوما ما متقدة ومشتعلة. ما الحل؟ هذا الحل أوجهه إلى نفسى قبل الجميع ويتجسد فى أننا فى حالة انشغالنا وارتباطنا وعدم قدرتنا على التفاعل مع نداءات ورسائل واتصالات أحبتنا لأى سبب من الأسباب علينا أن نكتب ونعتذر لهم قبل أن يتمكن الانطفاء منا ويحيل علاقاتنا معهم إلى ظلام دامس. فنفرغ من مشاغلنا ونتوجه إليهم ولا نجدهم فى انتظارنا فقد ابتلعتهم العتمة.!!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟