من الاسكندرية الى جنوب سيناء وطريق طويل من الاهمال وسط ضياع لاساليب السلامة والصحة المهنية فبعد حريق الاسكندرية الاسبوع الماضى اندلع مساء الجمعة حريق هائل داخل بئر بحقل أم عسل والواقع فى منطقة الجبيالية على بعد ٣٠ كيلومتر من مدينة رأس سدر اتجاه مدينة أوزنيمة ونتج عن الحريق انفجارا هائلا بموقع الحقل وحتى الان لم يتم تحديد سبب اشتعال النيران ولم يتم حصر حجم الخسائر وهنا لا نريد نلقى باللوم على احد لاننا بشر منا من يخطئ ولكن يجب علينا ان نتعلم من اخطائنا ومن تجارب الاخرين فالاشقاء فى دولة الكويت حتى الان يدرسون لابنائهم دروس الماضى وكيف تمت السيطرة على حرائق حقول البترول فى بلدهم اثناء حرب الكويت ولكى يتعلموا ان عنصر السلامة والامن الصناعى هو العامل الاول فى عنوان صناعة البترول لاننا اليوم امام بئر بهذا الكم الهائل من الحريق فكيف يصبح الغد لو اننا امام حريق فى حقل كامل فكيف تكون الخسائر تعلموا من الاشقاء فليس عيبا شركة نفط الكويت عندما زرت معرضهم شاهدت عنوانه عنصر السلامة اولا دخلت مسرحا مجهز باحدث الاساليب التعليمية وكيفية اغماد الحرائق فى مواقع العمل البترولية لدرجة إنتاج فيلم وثائقي بتقنية الآي ماكس عن حرائق آبر النفط الكويتية عرف بحرائق الكويت والذي حصل على ترشيح جائزة الأوسكار هكذا يتعلمون وهكذا يعلمون وفى ظل حرص معالى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا على نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية ولتكون اسلوب حياة مهنية ناجحة وظهر ذلك فى وجود سيادته فى موقع حادث الاسكندرية بنفسه ومتابعة الحادث وتشكيل لجنة لمتابعة ومحاسبة المقصرين واعجبنى تشكيل سيادته للجنة لفحص اساليب السلامة بجميع الشركات وايضا على شهادات جميع العاملين بادارات الامن الصناعى بالشركات فيجب على الجميع التكاتف فى نشر هذه الثقافة واقترح بعمل كورسات عملية وميدانية لكل العاملين بقطاع البترول من اصغر موظف بالشركات ويجب ان نستفيد من الخبرات فى الدول الاخرى ومن شركة نفط الكويت وشركة شل بالتحديد وقبل فوات الاوان لان من حريق الاسكندرية الى أم عسل طريق طويل من الاهمال والتقصير فالكورسات العملية بالحقول لجميع العاملين سواء فى المكاتب او الحقول هى الحل فقد تشرفت من قبل بحضور كورس تدريبى عملى فى حقول بدر الدين بالصحراء الغربية لمدة اسبوعين على اطفاء الحرائق وكيفية التعامل معها فيجب على الجميع نشر ثقافة التدريب العملى لانه الحل ويجب على العاملين تعلم ثقافة ان الحوادث ليست مستحيلة وليست بدرب من دروب الخيال وانما تحدث بسبب وليست صدفة وانما تكون نتيجة لخطأ او سبب.
واخيرا وليس اخرا لا نلقى باللوم على أحد ولكن الجميع يتحمل الخطأ وحريق البئر ليس نهاية المطاف ويجب ان نفكر فى غد وان نكون مستعدين يجب تشكيل ادارة ازمات فى مجال السلامة والصحة المهنية والامن الصناعى وادارة الازمة تعنى التنبؤ بالازمة قبل حدوثها وكيفية التعامل معها وايضا دراسة الازمة بعد الانتهاء من حلها واتباع اساليب السلامة والصحة المهنية والامن الصناعى هى الحل الاول والاخير لسلامة الجميع حتى لا نستقيظ غدا على حريق بحقول اكبر وبخسائر فاضحة.
وحفظ الله مصر وقطاع البترول بقياداته وعماله ورجاله فى كل مواقع البترول بجميع انحاء وقطاعات مصر.