عشر سنوات عمر العلاقة بين السادات والبابا شنودة الثالث (1971-1981) انتهت بتحديد اقامته بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون وتشكيل لجنة خماسية لادارة الكنيسة.
تلك المسيرة تحتاج الي كتب ومجلدات لتروي عن شهود تفاصيلها وملابساتها، نقتطف منها بعض السطور لننهي الجدلية فيمن ظلم من ؟ البابا يلغي احتفالات الكنيسة بالاعياد ويدعوللصوم الانقطاعي بعد انتفاضة الحرامية (يناير 1977) اوثورة الخبز كما اطلق عليها الشيوعيون والناصريون، البابا يعقد مؤتمرا للاحتجاج علي اوضاع المسيحيين المتردية وهم اعرق سلالات الشعب المصري .. نوفمبر 1977 السادات يبهر العالم بزيارته للقدس لتحقيق سلاما شاملا مع الاسرائيليين، معاوني الرئيس يطلبون من البابا ان يكون رجال الكنيسة المصرية بالقدس في استقبال السادات والبابا يرفض . السادات يستقبل وفودا من جميع كنائس القدس، القيامة والمهد وغيرها ماعدا الكنيسة المصرية لتزيد العلاقة توترا مع البابا .
السادات يتحول الي زعيم عالمي ويفتقد الدعم من رجال الدين الاسلامي والمسيحي في مصر ويحدث تحولات ديمقراطية بإلغاء الاتحاد الاشتراكي، ويرأس الحزب الوطني الديمقراطي (1978) ويعين امينه العام، المسيحي فكري مكرم عبيد، والصحفي الكبير موسي صبري رئيسا لمجلس ادارة اخبار اليوم »ورئيس تحرير الاخبار» والمعروف بتمرده علي الكنيسة.
1979 السادات يعقد اتفاقية السلام مع الاسرائيليين والبابا يرفض التطبيع ومنع المسيحيين من زيارة القدس للحج ليس من مصر فقط، بل وللمقيمين بامريكا واوربا ايضا، وانه لن يزور القدس الا يدا بيد شيخ الازهر. فيزداد غضب السادات، وهوالذي فتح الباب للمسيحيين في مصر للعودة لاداء مناسكهم بالقدس، بالحج بعد توقف 40 سنة (1948) .
1980 -1981 عامين من الاحداث المزعجة للسادات خاصة يعد هيمنة التيارات الاسلامية المتطرفة علي الجامعات، فقام بحل الاتحاد العام لطلاب الجمهورية، وازدياد حجم المعارضة من الناصريين والشيوعيين والاخوان المسلمين ومسيحيي المهجر واعتكاف البابا كثيرا، ناهيك عن المقاطعة العربية لمصر..، الكل يعمل لافشال جهود السادات من اجل السلام واجهاض انسحاب اسرائيل من سيناء، السادات يعتقل 1531 من كافة التيارات المعارضة اسلامية ومسيحية وسياسية واعلامية وصحفية وعزل البابا شنودة، لاجهاض خطة اسرائيل عدم الانسحاب النهائي من سيناء ....."النهاية مأساوية" الا قد بلغت اللهم فاشهد .