مر يوم السابع عشر من نوفمبر ٢٠١٨ ، فى ظل حالة من الصمت الرهيب فى صورة مثيرة للدهشة والتعجب، وكأن الاحتفال بعيد البترول قاصر على المنفعة المالية أو العينية التى تمنح للعاملين وفقا لذكريات الماضى القريب ، ليتحول المشهد إلى معادلة معقدة فى ظل نواميس جديدة ( الإصلاح ) ، ومبدأ عام أن القطاع المديون لا يملك حق الهبات والمنح المالية .
إلا أن الحقيقة التى لا يستوعبها البعض وقد لا يستوعبها الكثير ، أن الأنتماء إلى قطاع البترول شرف عظيم لكل مواطن مصرى صالح يعرف الأمانة، والشرف ، والألتزام، والعدل، والشجاعة، والنزاهة ، والأحترام والتقدير للأخرين ..شرف عظيم لكل العاملين بقطاع البترول أن يكون لهم يوم عيد ، اكتمال سيادة قطاع البترول على الإقليم المصرى بنسبة 100% .
وقد أثار اهتمامى بوجه خاص الدور الجميل الذى يستحق التحية والتقدير إلى النقيب العام وأعضاء المجلس التنفيذى للنقابة العامة للبترول، على المجهودات المبذولة من أجل تحقيق مكتسبات مالية فى ظل منظومة العمل النقابى عقب صدور دستور ٢٠١٣ ، وقانون التنظيمات النقابية ولائحته التنفيذية ٢٠١٨ ،بالإضافة إلى الدور الرائع لرئيس مجلس النقابة العامة، بالطواف على الشركات لتوحيد الجهود المبذولة تحت مظلة تصب فى صالح العاملين .
وتشغل أحتفالية عيد البترول هذا العام اهتمام الغالبية عقب الترويج الإعلامى ، والذى يكشف عن بعض الملاحظات لحل مشكلة التعرف على حقيقة الأمر !!
الملاحظة الأولى :
المصدر الرئيسى للخبر من يوم ٣ سبتمبر حتى يوم ١٧ نوفمبر ،عقب لقاء وزير البترول بالمجلس التنفيذى للنقابة العامة للبترول فى ٣ سبتمبر ٢٠١٨ ، صرح السيد رئيس مجلس النقابة العامة للعاملين بموافقة وزير البترول على عودة الاحتفال السنوى بعيد البترول بعد توقفه منذ عام ٢٠١١ ، وقد تداول التصريح العديد من الوسائل الإخبارية المتنوعة ، ليمر شهر سبتمبر ، واكتوبر دون أن يصدر أى تصريح رسمى من جانب وزارة البترول ، لأن العملية التنظيمية من اختصاص الوزارة ، فلم يصدر قرار بتشكيل لجنة منظمة لاحتفالية عيد البترول ، ومن سيتم تكريمهم من الأشخاص الاعتبارية وهى الشركات التى حققت معدلات أداء متميز وزيادة فى الإنتاج ، وانجاز تنفيذ المشروعات لأن هناك شركات تستحق التكريم عن أدوارها البطولية فى إنجاز المشروعات مثال شركات ( بتروجت - أنبى - القابضة للغازات الطبيعية - جنوب الوادى القابضة للبترول - سوميد - سيدبك - أموك ) .
تكريم الأشخاص الطبيعيين الذين تركوا بصمات إيجابية فى سماء قطاع البترول سواء بديوان الوزارة ، ورؤساء الهيئة العامة للبترول على مدار ثمانى سنوات ، ورؤساء الشركات الذين لم يحظوا بالتكريم اللائق ، وأيضا شهداء قطاع البترول منذ عام ٢٠١١ ، الذين ضحوا بأرواحهم واجسادهم من أجل الدفاع عن الشركات ، وتكريم قيادات العمل النقابى على أدوارهم الإيجابية فى توحيد كلمة العمال على حب مصر .
الملاحظة الثانية :
اختلاط فكرة الاحتفالية .
هناك فرق كبير بين فكرة الأحتفالية والذكرى التى تستحق الفخر وتبادل التهانى بهذا اليوم العظيم يوم السيادة والاستقلال ، وبين أحتفالات المهندس سامح فهمى بالأعياد والمناسبات، وفكرة العودة !!
فتجد أن التهنئة قاصرة على النقابة العامة مساء السبت ، وكأن عيد البترول أصبح مجرد ورقة نتيجة ، دون أن يتم التعامل معها إعلاميا مثل باقى الأعياد ، كم رئيس شركة قام بتهنئة العاملين بمناسبة عيد البترول ؟؟
وترسخت فكرة الوزير حيصرف كام شهر، ويرحم زمان وأعياد زمان !!
الملاحظة الثالثة :
لا تعليق أو بيان أو تنويه من جانب وزارة البترول فى ظل تداول بعض الشائعات و التى منها صرف شهرين ، ثم شائعة إلغاء الأحتفالية على الرغم أن الوزارة لم تصدر بيان رسمي بالاحتفالية .
وتم الرد على الشائعة الأولى بجريدة أخبار اليوم من جانب مسئول بالنقابة العامة بأنه لم يصدر اى شأن بشأن منح العاملين مكافأة شهرين فى عيد البترول .
أما الشائعة الثانية قام بالرد عليها نائب رئيس النقابة العامة بأنه لا صحة لما تردد بألغاء إحتفالية عيد البترول، وأنها ستقام باتحاد الشرطة !!
وبالرغم من ذلك لم يصدر اى تعليق رسمى من جانب وزارة البترول ، حول تنظيم الاحتفالية و التى مر يوم السابع عشر من نوفمبر دون تحديد ملامح الاحتفالية .
وكما هو معلوم ان بعد صلاة العيد لا تقبل ذكاة ، وبعد العيد ما يتفتلش الكحك ( ما يتنقش كحك ) ..
عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن لربكم فى أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا ) .
فتجد أيام جميلة فى حياتنا عيد البترول المصرى ١٧ نوفمبر ، عيد ميلاد الرئيس عبد الفتاح السيسى ١٩ نوفمبر ، ذكرى المولد النبوي الشريف ٢٠ نوفمبر ومر يوم عيد البترول بلا نفحات ، حتى المكافآت المالية الرمزية لم يتم صرفها بمناسبة المولد النبوي الشريف ، بالرغم من التصريح بصرف مكافآت حسب الإمكانيات المالية لكل شركة ، حتى هذا التصريح تبخر فى زحمة الاحتفالية ( بلاها حلاوة ) ، لتظل نفحات أهل السنة باقية ما بقيت الحياة على الأرض ، ولن تطمس هويتنا الإسلامية السنية ، التى تحمل فى أنفسنا عادات وتقاليد اجتماعية تكافلية وحسنة .
اللهم صلي على خير الأنام ، نبينا محمد عليه السلام .. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف ..