للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

من ذاكرة حرب أكتوبر: كيف استطاع البترول تأمين احتياجات البلاد من الوقود أثناء الحرب ؟

من ذاكرة حرب أكتوبر: كيف استطاع البترول تأمين احتياجات البلاد من الوقود أثناء الحرب ؟

الكاتب : عثمان علام |

07:35 pm 04/10/2018

| متابعات

| 2108


أقرأ أيضا: Test

ميساء البنا :
 
يحتفل الشعب المصرى هذه الأيام بمرور 45عام على مرور حرب أكتوبر تلك الملحمة التى سطر فيها الشعب المصري تاريخا جديدا استعاد فيه عزته وكرامته ، وخلال هذه الفترة هناك أسرار وكواليس من سجل الحرب حفلت بأشخاص لايمكن أن ينساها التاريخ بل يفخر بإنجازاتهم ومن بينهم المهندس أحمد عز الدين هلال وزير البترول فى فترة الحرب كان الوحيد بعد القيادة السياسية يعلم توقيت الحرب.
 
ومن هذه الأسرار، خطة سلاح البترول في الحرب وكيف استطاع هذا السلاح، بقيادة المهندس أحمد عز الدين هلال، الذى تم تعيينه وزيرًا للبترول في مارس 73 لوضع خطة محكمة لامتدادات المدراعات والمعدات العسكرية وتوفير كميات الوقود الكافية داخليًا وخارجيًا خلال فترة الحرب بتعليمات من الرئيس الراحل أنور السادات.
 
واستطاع عز الدين هلال، خلال الخطة البترولية ان يقود سلاح البترول فى الحرب دون أن يشعر المواطن المصرى بأى نقص فى الوقود وكذلك تموين سيارات نققل الجنود والمدرعات.
 
 وقال الدكتور سيد الخراشي عميد العائلة البترولية بالقاهرة والإسكندرية ورئيس الجمعية العامة للبترول فى تصريحات للمستقبل البترولى ، إن قطاع البترول نجح فى تأمين احتياجات البلاد من النفط وقت الحرب ، لافتاً إلى أن المهندس أحمد عز الدين هلال نائب رئيس الوزراء وزيرالبترول وقتها لعب دورا كبيرا فى نجاح الخطة التى وضعها لتأمين احتياجات البلاد خصوصاً وأنه كان الرجل لوحيد الذي ابلغه السادات بموعد الحرب.
 
 
وأضاف"الخراشى"، أن الوزيرهلال كان يتميز بأسلوب وإدارة ناجحة ونجح بالفعل فى تأمين احتياجات الطائرات من الوقود وجميع المنتجات الأخري لمصر؟
 
كما طالب الرئيس السادات، المهندس أحمد عز الدين هلال لتنفيذ هذه المهام وقال له السادات بعد حلف اليمين: سنحارب وطلب زيادة أرصدة المنتجات البترولية وتوفير إحتياجات الجيش، وفى مايو 1973 زار الملك فيصل عاهل السعودية مصر وسأله السادات عن استخدام سلاح البترول في المعركة ضد أمريكا والدول المؤيدة والداعمة لدولة الاحتلال، فكان رد الملك فيصل: «إذا دخلتم المعركة فنحن معكم»، ويوم 7 سبتمبر اجتمع السادات مع كل الملوك والرؤساء العرب بالسعودية واستدعى الملك فيصل السفير الأمريكى لإبلاغ الرئيس نيكسون أن العلاقات السعودية الأمريكية لا بدّ أن تتأثر إذا استمرت واشنطن في دعم إسرئيل لاحتلال الأراضى العربية، وقال الشيخ زايد آل نهيان، رئيس الإمارات: أنا بدوى قادم من خيمة فى قلب الصحراء ومستعد للعودة إليها فورًا وكل ما تملكه أبوظبى من البترول هو لكم وللمعركة وكان شجاعًا عندما قال: «الحظر لأمريكا إجراء صغير ونحن قادرون على إجراءات لضرب المصالح الأمريكية».
 
في 15 أكتوبر، كلّف السادات المهندس أحمد هلال بالسفر إلى السعودية ثم الكويت لتنفيذ استخدام البترول العربى فى المعركة، وبالفعل بعد بدء الحرب بـ10 أيام اجتمعت 6 دول خليجية منتجة للبترول في الكويت، ونقل هلال فى بداية الاجتماع وجهة نظر القاهرة الواقعية بأنه لا بدّ أولًا من الحفاظ على الإمكانيات المالية العربية لأن القطع الكلي أو التأميم يدفع الدول المعادية للعرب لتجميد الأموال العربية مع محاولة دفع الدول الصناعية الكبرى للضغط على أمريكا وإسرائيل، وبالفعل قرر العرب البدء بخفض الإنتاج، بل قررت مبدئيًا أن يكون لها حق تسعير بترولها وليس شركات الكارتل العالمي وهى 7 شركات بترول كبرى كانت تتحكم فى إنتاجه وتسعيره عالميًا من جانب واحد وليس للدول العربية أى حق.
 
وكان موقف الدول العربية التي قررت تنفيذ زيادة سعر بترولها 70% وبذلك ارتفع سعر بترول السعودية من 3 دولارت للبرميل إلى 5 دولار والعراق من 4 إلى 7 دولاروليبيا من 4 إلى 8 دولارات، وكان رفع السعر دولارًا يعنى أن تدفع أمريكا ودول أوروبا زيادة 10 مليارات من الدولارات.
 
واقترحت ليبيا والعراق حرمان واشنطن من البترول العربى وتأميم المصالح البترولية الأمريكية، وسحب الأرصدة العربية من أمريكا، وفى اليوم التالى17 أكتوبر قرر الوزراء البدء في خفض الإنتاج 5% وتزداد أو تقل النسبة بمدى تعاون الدول المستهلكة مع إسرائيل.
 
وكان العرب فى ذلك اليوم أغنى أغنياء العالم بقرارات زيادة الأسعار 70% وخفض الإنتاج 5% ولم يتردد العرب فى التخلى عن سياسة الحكمة والتروى، فأعلنت كل الدول العربية وقف تصدير بترولها بالكامل إلى أمريكا وهولندا وكندا وجنوب أفريقيا والبرتغال بالكامل وألغت البحرين التسهيلات للأسطول الأمريكى، وأصيب العالم بذهول بعد تخفيض الإنتاج العربى 10% لباقى الدول المستهلكة الداعمة لإسرائيل.
 
مع وقف إطلاق النار فى 23 أكتوبر استمرت حرب البترول ولم تتوقف، وظهرت نتائج أكتوبر 73 بسرعة فغالبية الدول المؤيدة أجبرت على تغيير مواقفها الداعمة لإسرائيل ودافع السفير الهولندى بإيران أن بلاده لم تمد إسرائيل بالسلاح ولم تنقل جنودها إلى إسرائيل، وأوقفت برلين إرسال الأسلحة لإسرائيل وغيّرت اليابان سياستها المؤيدة لإسرائيل وتغيرت سياسات كل الدول وأيدت جميعها التمسك بقرار مجلس الأمن الشهير رقم 242 بإنسحاب إسرائيل من جميع الأراضى المحتلة، والذى ذهب مع الريح، ولم يتبق للدول العربية التى كانت فقيرة فأصبحت غنية بمضاعفة موارده من البترول على حساب دماء الشهداء من أبطال مصر فى حرب أكتوبر.
 
وعن المهندس أحمد عز الدين هلال هو ثانى وزير بترول مصرى، ولد فى عام 1924
و بدأ حياته العملية فى صناعة البترول عام 1946 مهندساً كيميائياً بشركة آبار الزيوت الانجليزية المصرية (النصر للبترول حالياً)، وفى عام 1960 شغل منصب مدير معمل التكرير بالشركة.
كما عمل فى شركة شل عندما كانت ملكيتها وادارتها للأجانب ثم عمل بها فى ظل ملكية وادارة القطاع العام وشارك فى عملية تمصير صناعة البترول.
وشغل منصب نائب مدير عام المؤسسة العامة للبترول للتكرير (هيئة البترول حالياً) فى أول فبراير عام 1964ثم مدير عام للمؤسسة فى أغسطس 1968، ثم رئيساً للمؤسسة فى 4 أكتوبر 1971.
والتحق باكاديمية ناصر العليا للعلوم العسكرية مما مكنه من وضع خطة كاملة لتأمين احتياجات البلاد من البترول اثناء حرب 1973 وبعدها.
وتولى اول وزارة مستقلة للبترول فى مصر فى اواخر مارس 1973 وحتى عام 1984 تم خلالها ادماج التعدين مع البترول فى وزارة واحدة.
كان له دور كبير فى التخطيط لاستخدام البترول كسلاح فى معركة 6 اكتوبر 1973 على المستويين العربى والمحلى.
و فى عام 1981 تم تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء للإنتاج ووزيراً للبترول،ومنحه مبارك وشاح النيل تقديراً لجهوده فى خدمه بلده.
 

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟