كشف مصدر مطلع أن شركة أرامكو السعودية ستضيف طاقة جديدة لإنتاج الخام بقدرة تبلغ حوالي 550 ألف برميل يوميا في الربع الأخير من العام، ما يعزز قدرتها على تلبية حاجيات الأسواق مع قرب تقييد العقوبات الأميركية للإمدادات الإيرانية.
1.5 مليون برميل يومياً
وأكد المصدر أن زيادة طاقة الإنتاج ستأتي بمعدل 250 ألف برميل يوميا من حقل خريص، الذي ينتج خاما خفيفا عالي الكبريت، لترتفع طاقة إنتاج الحقل إلى 1.5 مليون برميل يوميا.
وأضاف أن 300 ألف برميل أخرى يوميا ستأتي من استئناف الإنتاج من حقل منيفة العملاق، الذي يضخ خاما ثقيلا عالي الكبريت، بعد حل بعض المشاكل في الصيانة.
ويقول محللون إن الزيادة الجديدة لطاقة إنتاج أكبر مصدر للنفط في العالم، لن تزيد طاقة الإنتاج الإجمالية على المستوى المعلن عند 12 مليون برميل يوميا لكنها ستعطي أرامكو مرونة أكبر في زيادة الإمدادات والوصول إلى مستويات إنتاجية أعلى في وقت أسرع من ذي قبل.
وتضخ السعودية حاليا حوالي 10.5 مليون برميل يوميا وستضيف في هدوء المزيد من الخام إلى السوق على مدار الشهرين القادمين للتعويض عن هبوط في إنتاج إيران.
قادرة على تعويض الإمدادت الإيرانية
وتؤكد تلك الأرقام أن الرياض يمكنها زيادة الإنتاج تدريجيا بنحو 1.5 مليون برميل يوميا، ما يعني أنها قادرة لوحدها على تعويض معظم الإمدادات الإيرانية، التي تراجعت إلى أقل من مليوني برميل في الشهر الماضي قبل أكثر من شهرين من دخول المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية حيز التنفيذ.
وتلقت إيران مؤخراً ضربة جديدة عبر تأكيد مصادر مطلعة أن شركة سينوبك الصينية الحكومية خفضت شحنات الخام الإيراني هذا الشهر إلى النصف بعد أن كان يعتقد أن الصين هي الملاذ الأخير للصادرات الإيرانية.
وأكدت المصادر أن شركات النفط الحكومية الصينية تتعرض لضغوط مكثفة من واشنطن للالتزام بحظر أميركي على الخام الإيراني، وأن ذلك قد يستخدم كورقة في المفاوضات التجارية الشاقة بين واشنطن وبكين.
وتشير عقود التوريد السائدة بين أكبر شركة تكرير صينية وشركة النفط الوطنية الإيرانية إلى أن تحميلات سينوبك ستنخفض إلى نحو 130 ألف برميل يوميا، وهو ما يعادل نصف مشترياتها في الشهر الماضي وتراجعا بنسبة 20 بالمئة في إجمالي مشتريات الصين من إيران مقارنة بمستويات العام الماضي.
ورغم أن بكين لم تعلن موقفا من شراء النفط الإيراني إلا أنها قد تترك للشركات الحكومية اختيار ما يخدم مصالحها في ظل ارتباط أنشطتها بالاقتصاد الأميركي وإمكانية تعرضها لعقوبات وغرامات أميركية.
ويمثل الخفض أكبر تقليص تقوم به سينوبك منذ سنوات في وقت تواجه فيه الشركة الحكومية المدرجة في بورصة نيويورك ضغوطا مباشرة من الإدارة الأميركية العازمة على خنق تدفق مبيعات النفط الدولارية لطهران.
وقال أحد المصادر إن هذا التحرك يأتي بعد أن قام مسؤولون أميركيون كبار بزيارة شركة التكرير في بكين الشهر الماضي، وطلبوا إجراء تخفيضات كبيرة على مشتريات النفط الإيراني. وأضاف أن “هذه الجولة مختلفة تماما عن المرة السابقة. تلك المرة كانت اللهجة تنطوي على توجيه النصح، لكن هذه المرة الأمر أشبه بإنذار نهائي”.
وقالت مصادر بقطاعي الشحن والتأمين إن ما يعقد المسألة أكثر هو مواجهة إيران صعوبات في تدبير تأمين لسفنها النفطية، إذ إن معظم شركات إعادة التأمين التي مقرها في أوروبا والولايات المتحدة تنهي نشاطها تدريجيا مع إيران.
وحوّل مشترون صينيون، من بينهم سينوبك وشركة التجارة التي تديرها الحكومة تشوهاي تشنرونغ، منذ يوليو شحناتهم إلى سفن مملوكة لشركة الناقلات الوطنية الإيرانية للمحافظة على تدفق الإمدادات في ظل إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران.
وخلال الجولة السابقة من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران في 2011، طالب مسؤولون من واشنطن الشركات الصينية بخفض استثماراتها في حقول النفط والغاز الإيرانية، لكنهم أحجموا عن طلب وقف كامل لشحنات النفط.
في هذه الأثناء نسبت وكالة رويترز إلى مصدر بقطاع الطاقة تأكيده أن متوسط إنتاج روسيا من النفط ارتفع إلى 11.347 مليون برميل يوميا منذ بداية الشهر الحالي وأنه يتجه صوب بلوغ مستوى قياسي لما بعد الحقبة السوفيتية.
وتشير البيانات إلى أن روسيا في صدارة الدول التي زادت إنتاجها لتعويض تراجع الصادرات الإيرانية رغم أنها من الحلفاء القلائل لطهران.