ودقت عقارب الساعة الخامسة صباحاً، وانبثق نور الصباح لتفتحى عينيك بدعائك وابتسامتك ..وتتحركى بكل نشاط وهمة لإعداد إفطار الصباح لاطفالك وتجهيز ملابسهم وحقائبهم للنزول إلى المدرسة وكل ذلك يحدث بسرعة البرق.
وتواصلين الصباح..لتحضرى كافة متطلباتهم قبل عودتهم للمنزل وتجهزى للنزول إلى عملك..تقابلين شخصيات مختلفة الاتجاهات والقيم والأخلاق .. وتجبرين علي التعامل معها ..كلٌ حسب شخصيته..وتصمدين وتتحملين لاثبات ذاتك وتوفير حياة آمنة ومستقرة لبيتك ولأسرتك ..ولتصبحى أماً يفخر بها أبناؤها أمام الجميع..ثم تعودين سريعا لاستقبال أطفالك وإعداد الطعام والمذاكره والاعتناء بهم مع مواصلة أعمال المنزل العديدة التى لا تنتهى حتى الخلود إلى النوم.
وقد لا يشعر أحد بكم هذا التعب الذى تواجهينه طيلة يومك..وقد لا تحظين بقدر كاف من النوم بمجرد تعب أحد الأبناء او شكواهم ..ما أعظمك أيتها الأم ..أيتها الصامدة. الثابتة..الوفية..الحنونة
ما أطهر هذا الدم الذى يسرى بجسد كل أم وأخت وزوجه وابنه تحوى بداخلها كم هذا العطاء والتضحية.
شهادة شكر وإجلال لمن تحت أقدامهن الجنة...لمن عظمهن الله وأوصانا بهن ..لمن ييسرن كل صعب ويهونٔ متاعب الحياة..
نعم تشقين وتتحملين ولكن بمجرد بسمة من ابنائك يهون هذا الشقاء.. وبمجرد تفوق احدهم يزدهر العالم في عينيك.. وبكلمة شكر او وردة صغيره تنهمر دموعك وتغمرك سعادة لا تقدر بثمن..
فتحاولى بكل همة أن يتزن ميزان حياتك ..لتكونى أماً وزوجة عظيمة راعية لبيتها وملبية لكافة احتياجاته..وسيدة ناجحة في عملها وحافظة لكرامتها وذاتها يتحدث عنها الجميع.
عصفورة انتِ ..تغرد بصوتها الجميل وتهمس فى كل مكان وتلفتين الانظار حولك ببساطتك ورونقك وببصمات اناملك..ما اجملك ..وما أعظم صبرك.. وما اعظم قوتك..يا وجهاً مشعاً بالنور.. مبتسماً للحياة.. يؤثر فيه الزمن بمتاعبه وتغيراته.. وبالرغم من ذلك يبقى مبتسما راضيا حتى الفناء.
وتستمر عقارب الساعة في الدوران وتدورين معها بكل جد و عزيمة في دوامة الحياة لاتمام رسالتك علي أكمل وجه.
