الحقيقة أنني قد تابعت باهتمام شديد ماطرحه كل من الدكتور خالد عبد الغفار والدكتور طارق شوقي الوزيرين المنوطين بالنهوض بالتعليم العالي الجامعي وماقبل الجامعي بمؤتمر الشباب السادس بجامعة القاهرة.
ولأنني من العاملين في مجال التعليم كاستاذ جامعي وتحملت متطوعا تبعات تجربة مجلس امناء المنوفية 2005/2011 ورئيسا لمجلس ادارة كبري الجمعيات الاهلية بالمنوفية لاهم المدارس الخاصة بها فمن حقي ان اطرح رؤيتي وبصراحة فيما نحن فيه؛ هل نظام التعليم في مصر فاشل ام القائمون عليه هم الفاشلون ؟
من خلال ماعرضه كل من الوزيرين المحترمين يتضح ان المشكلة ليست في انظمة التعليم التي اتبعها الاولون واللاحقون ولكن المشكلة التراكمية تقع بنسبة عالية علي آليات اختيار القيادات القائمة علي تنفيذ المنظومة ؛ من مدير المدرسة ووكيل الوزارة للتعليم الي عميد الكلية ورئيس الجامعة ؛والتي وقعت اسيرة لاختيار اهل الثقة وتجنيب اهل الكفاءة مسئولية ادارة هذه المنظومة علي مدي ثلاثة عقود علي الاقل .
كانوا بيعلمونا زمان »الغزالة بتغزل برجل حمار». وفي اعتقادي الشخصي ان الدولة رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة من الستينيات حتي الان، استطاعت ان تخرج من المدارس والجامعات اكثر من 60 مليون مواطن، شهادات عليا ومتوسطة، وهذه الارقام لاتستطيع دولة في العالم مهما كانت امكانياتها ان تقدم هذه الخدمة ؛ فانتقلنا من رقم المتعلم الوحيد بالقرية الي ال90% منها حاملي الشهادت. وفي ظل الزيادة السكانية الرهيبة 18 مليون (1952) - الي 110 ملايين في (2018) لابد ان تقف الدولة عاجزة امام تقديم خدمة مميزة ؛ ووصولنا للرقم 148 عالميا ليس بسبب فشل نظام التعليم ؛ ولكنه لاسباب تتحملها الدولة والاسرة والمجتمع المدني ؛ تركنا ابناءنا للشارع ؛ ونسينا ما تربينا عليه من القيم والاخلاق الحميدة لأدياننا العظيمة السمحة اسلام ومسيحية التي كانت تقدم مجانية في المساجد والكنائس، الاسرة اتفركشت؛ نسبة الطلاق وصلت ل 44% ومرشحة للزيادة . لذا انتقل التعليم من المدرسة الي البيت وضعف الطالب والمطلوب . انظروالي الارقام المخيفة لولاية الام بالمدارس ؛ تدركون انما نحن الفاشلون وليس نظام التعليم .... وللحديث بقية باذن الله ...ألا قد بلغت اللهم فاشهد .