للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

مضيق هرمز والحرب البترولية والأمن القومي المصرى

مضيق هرمز والحرب البترولية والأمن القومي المصرى

الكاتب : عثمان علام |

11:36 pm 28/07/2018

| رأي

| 1965


أقرأ أيضا: Test

 د احمد هندي:

أصبح البترول السلاح الرئيسى والفتاك فى الحروب الإقتصادية بين القوى العالمية الكبرى ، وأى أزمة تهدد حركة تجارة البترول عالميا تنذر بكارثة مالية على المستوى الدولى . 

وفى إطار نظرية المد الشيعى الإيراني والهيمنة على مضيق هرمز والسيطرة على ميناء الحديدة باليمن يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي الإقتصادي والمالى لمصر ودول الاتحاد الأوروبي !! 

والحدود الجيوسياسية المصرية تبدأ من مضيق باب المندب جنوبا ، ومضيق هرمز شرقا ، ومضيق جبل طارق غربا ، ويمتد أمنها القومي من المحيط إلى الخليج ، وأى تهديد للحدود الجيوسياسية له أبعاد وتداعيات إقليمية ودولية شديدة الخطورة على الأمن القومي لدول الشرق الأوسط .

ومفهوم الأمن القومي هو القدرة التى تتمكن بها الدولة من تأمين إنطلاق مصادر قوتها الداخلية والخارجية ، الاقتصادية والعسكرية ، فى شتى المجالات فى مواجهة المصادر التى تتهددها فى الداخل والخارج فى السلم وفى الحرب !! 

وابسط تعريف للأمن القومي هو حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية ، هذا وقد سيطر الحوثيين الموالين لإيران على معظم أنحاء الشمال اليمنى بما فيها العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة المطلة على مضيق باب المندب ، وتعرض السفن للهجمات الإرهابية يجعل من المضيق ممرا غير أمن للملاحة البحرية فى البحر الأحمر .

وتلوح إيران بين الحين والآخر بقدرتها على إغلاق مضيق هرمز ردا علي العقوبات الأمريكية وزيادة المملكة العربية السعودية لحصص انتاجها من الخام وعدم الالتزام بسقوف الإنتاج المحددة من منظمة الاوبك . 

وإغلاق المضيق ينتج عنه كارثة داخل أسواق البترول نتيجة أهمية العبور الأمن عبر المضايق البحرية وتأثيرها على حركة التجارة العالمية على وجه العموم وحركة تجارة البترول خصوصا ، وتهديد الملاحة فى المضيقين هرمز وباب المندب يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري لتأثيره على حركة الملاحة بقناة السويس واتجاه السفن البحرية إلى الطريق الجنوبى رأس الرجاء الصالح ، وهو ما يؤثر ويهدد الأمن القومي الإقتصادي لدول الاتحاد الأوروبي !!!

ويفصل مضيق باب المندب بين اليمن بقارة آسيا وجيبوتى بقارة أفريقيا بمسافة ٢٠ ميل بحرى ، ويعد المضيق من أهم المعابر البحرية عالميا لأنه يربط بين المحيط الهندى وقارة أوروبا عبر قناة السويس ، ويبلغ عدد السفن البحرية العابرة لمضيق باب المندب ٢٥ الف سفينة سنويا بمتوسط ٧٥ سفينة يوميا ..

ووفقا للبيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية ، فإن المضيق قد شهد خلال عام ٢٠١٦ ، عبور 4.8 مليون برميل من النفط والمنتجات البترولية المكررة يوميا ، منها 2.8 مليون برميل مصدرة إلى دول شمال أوروبا بنسبة ٨% من حركة ناقلات البترول على مستوى العالم ، ويمر عبر قناة السويس 5.5 مليون برميل يوميا من النفط والمنتجات البترولية المكررة ..

وعقب الهجوم الإرهابي على ناقلات البترول التابعة لشركة أرامكو السعودية عند عبور المضيق محملة ٤ مليون برميل ، أعلنت شركة أرامكو التعليق الفورى المؤقت لحركة ناقلات النفط السعودية عبر مضيق باب المندب لأنه لم يعد ممرا أمنا للملاحة البحرية بالبحر الأحمر !!

وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة عسكرية فى جيبوتى ، وتمتلك فرنسا قاعدة عسكرية فى جيبوتى منذ أيام الاحتلال ، وبالتالى تخضع الضفة الغربية للمضيق للسيطرة الأمريكية الفرنسية ، إلا أن الدعم المالى الإيراني والقطرى لجماعة الحوثيين الإرهابية يمثل تهديدا لحرية الملاحة البحرية بالبحر الأحمر والإضرار بالأمن القومى الاقتصادى المصرى والأوروبي .. 

إغلاق مضيق باب المندب أمام حركة الملاحة له نتائج كارثية على حركة الملاحة بقناة السويس ، وعدم عبور ناقلات النفط من دول الخليج العربي إلى دول أوروبا وأمريكا عبر قناة السويس ، حيث ستضطر تلك الناقلات إلى الإبحار جنوبا فى اتجاه طريق رأس الرجاء الصالح للوصول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية مما يزيد من مدد الرحلات وتكاليفها ..

الرحلة البحرية من الخليج العربي إلى قارة أوروبا تستغرق ١٤ يوما ملاحيا عبر قناة السويس ، وفى حالة الالتفاف حول طريق رأس الرجاء الصالح تستغرق الرحلة ٣٠ يوما ، وهو ما يعنى ٤٢٠٠ ميل بحرى زيادة فى المسافة ، و ١٤٠ ألف دولار أمريكى زيادة فى نفقات الرحلة وهو ما يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري والاتحاد الأوروبي !! 

وهو مايمنح الأفضلية لدول الشرق الآسيوي التى لها الأفضلية لعدم تعرض حركة التجارة البترولية لأى مخاطر بحرية ، حيث أن ٣٥ % من صادرات دول الخليج العربي إلى اليابان ، ١٤ % لكوريا الجنوبية ، ٣٠ من صادرات الغاز الطبيعى لدول آسيا الصناعية الكبرى ، كوريا الجنوبية ، كوريا الشمالية ، اليابان ، الهند ، الصين ، وبالتالى المواجهة بين دول الاتحاد الأوروبي ودول آسيا الصناعية .

وتلوح فى الأفق أمارات اندلاع حرب عالمية بمنطقة الشرق الأوسط لم تتحدد أطرافها وتحالفاتها ألا أن البترول وحركة التجارة العالمية ستكون محور الصراع .. 

الحرب العالمية الثالثة للبترول !!!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟