للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

على مائدة فنان!

على مائدة فنان!

الكاتب : عثمان علام |

02:04 am 24/05/2018

| رأي

| 1998


أقرأ أيضا: Test

محمد أمين

لا أحب الإفطار خارج المنزل، سواء عازم أو معزوم.. وقد حوّلت معظم عزومات الإفطار إلى سحور.. وتفادياً لتوابع الإفطار، لبيتُ دعوة كريمة على الغداء قبل رمضان من الفنان فاروق حسنى.. بدأت الزيارة بالأتيليه.. وهناك تعرفت على مدارس فنية مختلفة، عبرت عنها لوحات المتحف.. وانتهت الزيارة بالغداء فى بيته وشربنا «جرين سوب» وأكلت المحشى بشوربة الكوارع!.

كل شىء فى بيت الوزير فاروق حسنى يعبر عن حالة فنية رائعة.. حين تنظر إلى لوحة، أو تنظر إلى سجادة.. وهو نفسه يقول: البيت لوحة وسجادة.. واللوحات ليست من أعماله وحده، ولكنها من فنانين أصدقاء أو من أعمال مشاهير يعتز بهم.. أما السجاد فهو أيضاً يتمتع بقيمة فنية وأثرية.. فى بيته سجادة عمرها 100 عام.. وتلقى نفس العناية بالأعمال الفنية بالضبط!.

ولا تقل مائدة الطعام فى تميزها عن كل شىء فى متحف فاروق حسنى أو بيته.. هناك حالة شياكة فى إعداد الطعام.. ليس هناك ذبائح وأشياء أخرى، ولكن هناك ذوق رفيع، يميز اختيارات فاروق حسنى.. كما يميز كل ركن فى البيت.. فى هذه اللحظة استغربت أن بلدوزر الحكومة هدم فيلا الوزير الفنان بقلب بارد.. ولو صادرتها الدولة ما انزعج أحد.. لكن هكذا هو البلدوزر!.

والفارق كبير بين الغداء والإفطار.. ولو عزمنى على الإفطار لما استمتعتُ بشىء مما شعرت به.. كنت سأذهب إليه نصف مرهق، وأعود من عنده نصف نائم.. لكن الغداء كان مريحاً بسيطاً.. تمكنت أن أكون حاضر الذهن فى كل المناقشات بيننا.. وبعد ذلك تجولنا فى البيت، وصولاً إلى المرسم.. شىء رائع بالفعل.. ثم وصلنا إلى ركنة يقرأ فيها الصحف وأخرى يشاهد فيها التليفزيون!.

وأعترف بأن الساعات معه كانت تمر بسرعة.. تحدثنا فيها عن أيامه فى الوزارة وهجوم الكُتاب عليه، ثم امتداحه فيما بعد والثناء على جهوده فى الوصول بالثقافة إلى كل ركن من أركان الوطن عبر قصور الثقافة.. وجاء الحديث عن ثروت عكاشة، فهو يحظى عنده بقدر كبير من التقدير، ثم كان كلامنا عن الراحل الكبير منصور حسن.. وقال فيه «شعراً» أحس أنه يسعدنى جداً!.

أما البحر فى حياة فاروق حسنى فهو موجود معه، لأنه ابن الإسكندرية.. والأعمال الفنية فيها صوت البحر وهديره وشغبه أيضاً.. ولا ينسى أيام قصر الأنفوشى، ولا أيام أكاديمية روما، التى عرف فيها كبار فنانى إيطاليا، ومازالت تربطه بهم علاقة متينة حتى الآن.. وقد تعرف «الفنان» لكنك لا تعرف «الإنسان».. هذا الإنسان هو الذى جعله يتمتع بعلاقات مميزة وواسعة!.

وربما فاتنى أن أذهب إليه، ومعى فضائية تسجل كل شىء صوتاً وصورة.. وهمستُ إليه بضرورة تصوير هذا المتحف حتى يشاهده الجمهور.. فهو مثال فى الشياكة والأناقة.. أجابنى بابتسامة.. فقد استطاع الوزير الفنان تقديم ما عنده بشياكة، فى حين عندنا آثار وتحف وكنوز ثمينة لا تحظى بالاهتمام نفسه!.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟