للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

نتكلم بعد العيد!

نتكلم بعد العيد!

الكاتب : عثمان علام |

04:58 am 17/05/2018

| رأي

| 2080


أقرأ أيضا: Test

محمد أمين

فكرة الحوار مهمة جداً فى حد ذاتها.. والإيمان بضرورة الحوار هو قلب عملية السياسة.. ولذلك كان الرئيس واعياً بهذه النقطة، حين قال، أمس، فى مؤتمر الشباب: «محتاجين نتكلم كتير مع بعض».. وأعتقد أنه لو حدث حوار قبل أى قرار لكان وقعه جيداً.. وقد فوجئت ونحن نتكلم عن نظام التعليم الجديد أن الوزير طارق شوقى يقول: «نتكلم بعد العيد».. و«بعد العيد ما يتفتلش كحك»!.

وقد لا أختلف كثيراً حول مشروع  النظام الجديد، ولكننى أختلف حول استبعاد الناس من المشهد.. وللأسف عندما ثار لغط كثير، قيل إن الوزير يريد أن يعقد حواراً مجتمعياً حول نظام التعليم، ولكن بعد العيد.. وقد كنا فى غنى عن استفزاز الناس، سواء فى تطبيق تعريفة ركوب المترو، أو استفزازهم أيضاً بنظام تعليمى لم يسمعوا عنه، لو كان هناك «تمهيد سياسى» وإعلامى!.

فهناك أمور كثيرة تشغل بال الناس فى هذه الأيام.. وبعضها بالتأكيد كان محور أسئلة الشباب للرئيس.. إلا أنه يبقى أمران على قدر خطير من الأهمية.. الأول يتعلق بالأسعار.. الثانى يتعلق بالتعليم.. وهما يحتلان الأولوية الأولى.. وقد عددتُ بعضها فى مقالات سابقة.. أيضاً نهر النيل وسد النهضة يشغل حيزاً كبيراً من الاهتمام العام.. وكل هذه الموضوعات تحتاج إلى «حوار عام»!.

وأكرر مرة أخرى: لا ينبغى أن نتجاهل الناس فيما يخصهم من أمور يومية أو تتعلق بمستقبل أولادهم.. والتعليم على قمة الأولويات التى تشغل الرأى العام.. فكيف يا معالى الوزير نتكلم بعد، ولا نتكلم قبل؟.. أليس من مهامك بناء الشخصية المصرية وبناء الإنسان المصرى؟.. أليس من مهامك أن تعلم الناس التفكير المنطقى؟.. ألستَ الوزير «المختص» بصناعة المستقبل؟!.

يا معالى الوزير.. أنت تعرف أننى على المستوى الشخصى أقدرك.. ولا يعنى هذا النقد الهادئ أن أتخلى عن دعمك وتأييدك فى مشروعك الجديد.. لكن من حق الرأى العام أن يفهم.. ومن حق الرأى العام أن تقيم حواراً مجتمعياً معه قبل الإعلان عن المشروع.. ومن حق الشعب أن تعرض المشروع للنقاش فى مجلس النواب.. لكن معاليكَ «تجاهلتَ» كل هذه الأمور للأسف الشديد!.

فقد كنت أتمنى يا دكتور طارق أن تكون حريصاً على مناقشة المصريين فيما يخصهم، لا أن تتجاهلهم كما فعلتَ مع سبق الإصرار والترصد.. وكنت أتمنى أن تعقد مؤتمراً قومياً تدعو إليه خبراء التعليم والإعلام لطرح المشروع  الجديد.. فإذا كان الرئيس شخصياً يقول: «محتاجين نتكلم مع بعض»، فكيف لا تتكلم مع مَن يعنيهم الأمر؟ وكان ذلك سبباً لرفض المشروع أصلاً؟!.

باختصار، انتهى الزمن الذى تهبط فيه القوانين والقرارات من «فوق» يا معالى الوزير.. والكلام قبل العيد يا دكتور طارق غير الكلام بعد العيد.. فالتعليم لا يخص الوزير فقط، وإنما يخص كل بيت مصرى أولاً.. ولا يمكن أن تترك لنا كل حكومة مشكلة كبرى، تهدد كل بيت فى مصر، ثم تمضى!.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟