لكل وظيفة أشتراطات تتضمنها بطاقة وصف الوظيفة وتحديد واجباتها ومسئولياتها والأشتراطات اللازم توافرها فيمن يشغلها، وأهم هذه الشروط على كافة الدرجات من أعلاها إلى أدناها، الحصول على مؤهل علمى معين جامعى أو متوسط يناسب أعمال تلك الوظيفة .
ومع حالة الأنفلات التعليمى التى شهدتها مصر مع بداية تسعينات القرن الماضي إعداد جيل ( أبو ورقة ) حتى لو كانت الشهادة بمقابل مالى وخاصة فهى تصلح للتعيين، فظهرت شهادات المعاهد والجامعات الخاصة، والاكاديميات الخاصة، بالإضافة إلى نظام التعليم المفتوح، جيل من الحاصلين على شهادات جامعية لا يجيدون القراءة والكتابة، لذلك تم تعديل التوصيف الوظيفي لكافة الدرجات الوظيفية وأصبح شرط التأهيل العلمي للغالبية العظمى من الدرجات الوظيفية على مستوى الدولة ( مؤهل عال مناسب ) .
فأصبح تحديد مدى التناسب من اختصاص السلطة التقديرية المختصة، وحتى يتم استيعاب أبناء الطبقات الراقية أصبحت الدرجات الوظيفية مشاعاً بالوساطة والمحسوبية والمحاباة بلا ضابط أو رابط أو رقيب يحكم فكرة التأهيل العلمي لكل درجة وظيفية .
والنتيجة الطبيعية لهذا النظام الفشل الإدارى لأن الوظيفية العامة أصبح يحكمها العلاقات الشخصية والعواطف والأعتبارات الخاصة، وأنتشارها أدى إلى فساد الجهاز الإدارى للدولة، وأصابته بالشللية والمحسوبية والأنتهازية، وكافة التطبيقات العملية الخاص بنظام التعيينات فاسدة لأنها لاتراعى مبدأ المساواة بين الموظفين فى تولى الوظائف العامة .
المجتمع الأمريكى صاحب الصدارة فى النظم الإدارية قائم على فكرة التخصص الدقيق لكل وظيفة، أما المجتمعات المتخلفة إدارياً تجد صاحب المؤهل الفنى يعمل على وظيفة إدارية والعكس، حتى أن الوظائف التخصصية تم التلاعب فى توصيفاتها لدرجات تصل إلى الفجر والعهر والدعارة الإدارية، لأن السلطة التقديرية المختصة ترى أنه مناسب للوظيفة ( مؤهل عال وخلاص وسيب الباقى علينا، تخصص ايه دا كلام فارغ المهم تكون بتعرف تقرأ وتكتب ) !!!
والنتيجة الطبيعية أن عملية الأختيار فى ظل الأنظمة الإدارية الفاسدة، تختار أسوء المتقدمين للوظائف والهبوط بمستوى الأداء الوظيفى إلى مراحل الأنحدار والأضمحلال، وافتقاد الكثير من الموظفين إلى معيار صلاحية الأداء الابتدائى للوظيفة، إلا أن شيوع ظاهرة الرشوة بصورها المتنوعة والوساطة بكافة أشكالها، ليتم القضاء على ضابط التأهيل العلمي للوظيفة، فالكثير من الدرجات الوظيفية يشغلها أشخاص ليس لديهم معرفة بالمبادئ الأساسية، لتكون أعمالهم سمك لبن تمر هندى، لأن المعيار الرئيسى وهو الكفاءة العلمية والفنية اللازمة لشغل الوظائف، أصبح حبر على ورق وكلام فارغ، المحسوبية ثم الشللية ثم تغيير توصيف الدرجة الوظيفية إلى مؤهل عال مناسب للوظيفة زى شهادة محو الأمية .