منذ فترة كتبنا شهادة وفاة لحضارة شوارع وسط البلد..وقرأنا الفاتحة عليها بعد أن فقدت بريقها وحضارتها التي تحكي الف حكاية وحكاية...فلم يعد المكان هو المكان..حتى عبير الزمن اختفت رائحته..لتحل محله رائحة دخان الشيشة وأقدام الباعة الجائلين الذين داسوا على الحضارة وحولوها لمستنقع يؤذي الآذان قبل العيون.
ولشوارع وسط القاهرة تاريخ يمتد لجميع العصور، وحضارة تمتد لمئات السنين..حيث تحولت أشكالها من عصر لآخر حتى العصر الحالى، وعاش فيها كثير من علماء مصر وأدبائها وفنانيها، فهى أصل كل شىء وهى روح القاهرة إلى الآن.
لقد أذهلتني تلك الصورة التي أرسلها لي اللواء هاني زكي رئيس شركة سيناء للخدمات البترولية عن وسط البلد بعد تطوير شوارعها..رددت في نفسي وكيف عادت الحضارة لهذا المكان من جديد...لقد حاول السابقون ولم يفلحوا في شىئ..وما كنت أظن ان المحدثون سيكونوا ببعيد عن سابقيهم..لكن خاب ظني ووجدت وسط البلد عاد لها عصرها الذهبي..التاريخ استيقظ من نومه ليكمل حكاياته من جديد..عاد الرسامون والفنانون من الشباب والشابات يمسكون بريشتهم من جديد..وسط البلد لقد عادت شمسك الذهبي.
لقد تغيرت أسماء هذه الشوارع وتغير معها سكانها وعاداتهم وتقاليدهم، ولكنهم جميعا ينتمون إلى هذه الأماكن التى مازالت ساحرة، رغم كل ما حل بها من أحداث غيرت ملامحها، والتى مازالت معبرة عن تاريخ مصر بعصوره المختلفة حتى الآن.
وعليكم أن تطالعوا متى تأسست هذه الشوارع...ونقدم لكم مجموعة من الصور النادرة لشوارع .