07 يناير 201 توترات سياسية، تراجع المخزونات الأمريكية، انخفاض منصات التنقيب بالولايات المتحدة.. جميعها عوامل ساهمت في مكاسب قوية حققها النفط خلال الأسبوع الأول من العام الجديد على الرغم من مخاوف زيادة الإنتاج الأمريكي.

ورغم أن أسعار النفط سجلت أقوى بداية بالعام الجديد منذ 2014 لتواصل الصعود لأعلى مستوى في 3 أعوام خلال جلسات الأسبوع المنقضي لتتراجع بشكل هامشي مع نهاية الأسبوع الأول في 2018 لكنها حققت مكاسبها الثالثة على التوالي.

ويتوقع مراقبون لسوق النفط أن يتجاوز سعر برميل النفط مستوى 80 دولاراً بحلول نهاية العام الجاري بينما يؤكد آخرون أن أسواق الخام سوف تشهد حركة تصحيح هبوطية بأكثر من 15%.

وفي الوقت الذي تعالت فيه الأصوات المتشائمة بشأن الأسعار، إلا أن الأسبوع الأول من العام الجديد شهد مكاسب لخامي "نايمكس" و"برنت" بلغت 1.7% و1.3% على التوالي.

وتجاوز "نايمكس" مستوى 62 دولاراً للمرة الأولى منذ ديسمبر 2014 عند إغلاق الجلسة الثالثة من الأسبوع الماضي. 

أما الخام القياسي فقد صعد من 66.87 دولار للبرميل سجلها في بداية العام الجاري ليصل إلى 67.74 دولار للبرميل بنهاية الأسبوع الماضي بعدما قفز لمستوى 68.07 دولار للبرميل خلال تعاملات الأسبوع مسجلاً أعلى مستوى في أكثر من 3 سنوات.

وشهد الأسبوع الأول من العام الجاري 4 جلسات للتداول فقط بسبب إجازة يوم الإثنين احتفالاً بأعياد الميلاد.

التوترات السياسية

وتأتي مكاسب النفط على خلفية استمرار التوترات السياسية في إيران مع التظاهرات التي خرجت في الأيام الماضية احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وهو ما أيده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلانه التدخل في الوقت المناسب.

وتقود هذه الاحتجاجات العنيفة عدة مخاوف محتملة قد تؤثر على إمدادات النفط مع حقيقة أن طهران ثالث أكبر منتج للخام في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".

المخزونات والمنصات الأمريكية

وتتلقى أسعار النفط دعماً قوياً من بيانات المخزونات في الولايات المتحدة والتي تواصل الهبوط للأسبوع السابع على التوالي.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن مخزونات النفط بالولايات المتحدة خلال الأسبوع الأخير من العام الماضي تهاوت بمقدار 7.4 مليون برميل لتتراجع إلى 424.5 مليون برميل بنهاية 2017

وفي حين أن شركة "بيكر هيوز" أعلنت استقرار عدد منصات التنقيب في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المنتهي في 29 ديسمبر الماضي عند مستوى 747 منصة.

لكنها أكدت أن الأسبوع الأول من العام الجديد شهد إغلاق 5 منصات للتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة لتتراجع إلى 742 منصة.

مخاوف زيادة الإنتاج

وعادةً ما يترقب المستثمرون الإنتاج الأمريكي وهو الأمر الذي يؤثر بالسلب على الأسعار، حيث توقعت وكالة الطاقة الدولية في ديسمبر الماضي أن 2018 لن يكون عاماً سعيداً بالنسبة لمنتجي النفط في "أوبك" بفعل استمرار زيادة إنتاج الولايات المتحدة من الخام.

وكانت أسعار النفط المرتفعة في 2017 ساهمت في زيادة الإنتاج النفطي بالولايات المتحدة، حيث قفز لأعلى مستوى شهري في 46 عاماً خلال أكتوبر الماضي بعدما ارتفع بمقدار 167 ألف برميل يومياً ليصل إلى 9.64 مليون برميل يومياً، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وفي بيان نشرته مؤخرته تؤكد أن الإنتاج الأمريكي ارتفع بأكثر من 384 ألف برميل يومياً في العام الماضي لتسجل 9.2 مليون برميل يومياً مع اتجاه الصادرات الأمريكية من الخام لتسجيل مستوى قياسي حيث بلغ متوسط صادراتها مليون برميل يومياً حتى أكتوبر الماضي.

في حين توضح إدارة الطاقة الأمريكية أن متوسط إنتاج "أوبك" من النفط بلغ 32.5 مليون برميل يومياً في العام الماضي بتراجع قدره 0.2 مليون برميل يومياً مقارنة مع مستويات عام 2016 السابق له.

ووفقاً للتقرير الأخير من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، فإن الإنتاج تراجع بمقدار 133.5 ألف برميل يومياً في نوفمبر الماضي مسجلاً أدنى مستوى في 6 أشهر ليصل إلى 32.44 مليون برميل يومياً بقيادة أنجولا والسعودية وفنزويلا.

على صعيد آخر، ذكرت بيانات وزارة الطاقة الروسية ارتفاع متوسط إنتاج النفط اليومي خلال العام الماضي إلى 10.98 مليون برميل مسجلاً أعلى مستوى في 30 عاماً مقارنة مع 10.96 و10.72 مليون برميل خلال عامي 2016 و2015 على الترتيب.

وفي نوفمبر الماضي، اتفق منتجو النفط في "أوبك" وخارجها بتقليص إنتاج الخام لـ1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري، بحسب نتائج الاجتماع الأخير للمنظمة الذي عقد في فيينا.

ومن المقرر أن يقوم منتجو النفط بمراجعة اتفاق تمديد تقليص إنتاج الخام الجديد في اجتماع المنتظمة المقبل والمزمع عقده خلال يونيو من العام الجاري.

نظرة على الأسعار

وترى وكالة "موديز" عبر تقرير "اتجاهات الائتمان لعام 2018 لصناعة النفط والغاز العالمية" أن أسعار النفط خلال العام الجاري قد تتراوح بين 40 إلى 60 دولاراً للبرميل رغم اتفاق "أوبك" بتمديد اتفاق خفض الإنتاج.

وتوقعت الوكالة أن تقلل الدول من امتثالها لقرار "أوبك" بالإضافة إلى زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.

فيما يؤكد مدير محفظة استثمارية "يون تشو تشونغ" أن سعر خام النفط قد يتجاوز 80 دولاراً للبرميل العام الجاري بحلول نهاية 2018.

وعلى النقيض، يتوقع محلل في "كومرتس بنك" أن تشهد أسعار النفط حركة التصحيح الهبوطية بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% على الأقل خلال الأشهر المقبلية بعد الارتفاعات القوية التي سجلها الخام خلال الفترة الماضية.

وتقول إدارة معلومات الطاقة أن الفرق بين أسعار خامي "برنت" و"نايمكس" اتسع بشكل كبير في العام الماضي لتصل الفجوة إلى بمقدار 5 دولارات وهو أكبر مستوى منذ عام 2013.