منشور ترشيد النفقات وعدم صرف أى مبالغ مالية فى صورة مكافآت جماعية للعمال بمناسبة الأعياد والمناسبات الرسمية ، ليس بالمنشور المقدس الذى لا يجوز مخالفته ، فلا يمكن تطبيق محتوى المنشور بصفة دائمة ليأخذ حكم العرف الإدارى الملزم لجهة الإدارة ، بل هذه المناسبات لايجوز فيها الحرمان بمشاركة الموظف أفراح هذه الأعياد والمناسبات الرسمية .
مع حلول أى مناسبة سواء الأعياد الرسمية أو المناسبات الإسلامية ، يخرج أى مسئول من جيبه المنشور المقدس الذى لا يجوز مخالفته ، فلا يمكن صرف أى مبالغ مالية للعاملين بقطاع البترول فى هذه المناسبات ، حتى أطلق البعض على المنشور بأنه منشور الغم والهم والحزن الذى أفقر الغلابة من العاملين !
بالرغم من أن الحالة المالية للعاملين بشركات القطاع العام وبعض شركات قطاع الأعمال العام معلومة للجميع ، فعندما يطبق الترشيد على شركات القطاع الخاص و الاستثماري فلا توجد أدنى مشكلة ، أما أصحاب الدخول المحددة يمثل لهم منشور ترشيد النفقات كابوس فى كل مناسبة إسلامية !!!
وعلى وجه العموم المنشورات والتعليمات المصلحية يقصد منها أحداث آثار قانونية معينة ، تتركز فى شرح أو تفسير القوانين واللوائح ، أو بيان طريقة العمل وأسلوبه ، أو يتضمن تعليمات محددة بشأن العمل الإدارى ..
فلا يجوز الاستناد إلى المنشور المقدس لفرض قيود وحرمان الموظف من الحصول على مكافأة مالية لمواجهة النفقات الكبيرة الخاصة بهذه المناسبات ، ولذلك يجوز عدم التقيد بمضمون المنشور على الدوام بحيث يمكن مخالفته مستقبلا حسب الظروف المحيطة ببيئة العمل ..فمن غير المعقول أن تتحول الأعياد والمناسبات الرسمية إلى أزمة اقتصادية واجتماعية يعانى منها العاملين بشركات القطاع العام الذين لم يتم زيادة أجورهم فى آخر سبع سنوات ، دون أى زيادة خاصة لتحسين أحوال العاملين بقطاع البترول العام ، حيث ينظر لهم الجميع على أنهم من أصحاب الدخول الكبيرة والواقع عكس ذلك ، الغالبية العظمى من العاملين بشركات القطاع العام يعانى من الترشيد لدرجة الوصول إلى مرحلة التقشف والفقر الذى أصاب الكثير منهم .
والحقيقة أن أصحاب الرواتب المليونية والبدلات الدولارية لا يشعرون بأحوال وظروف البسطاء من العمال أصحاب الأجور المحددة بشركات القطاع العام وبعض شركات قطاع الأعمال العام على الرغم من أنهم عصب الصناعة ، وتحل فى نهاية شهر نوفمبر ذكرى المولد النبوي الشريف ، كأحد المناسبات الإسلامية التى يحرم العاملين من الحصول على مكافأة مالية لمواجهة النفقات الكبيرة الخاصة بهذه المناسبة ، فالعادة هى دعم العمال ومنحة مبلغ مالي يستطيع به الأنفاق فى هذه الذكرى العظيمة .. إلا أن أصحاب المقام الرفيع مجموعة إتخاذ القرار تنظر إلى الموضوع مثل نظرة مارى انطوانيت ، عندما اخبروها سبب الثورة أن الناس مش لاقية تآكل العيش !! فقالت ليه ما ياكلوش بيتى فور ؟
فما هى قيمة الإجازة الرسمية التى يحصل عليها العامل فى هذه المناسبات ؟؟ إذا لم يجد فى جيبه مايكفيه لقضاء الاجازة بمتطلباتها ليقضى الموظف لحظات سعيدة وليست حزينة بسبب المنشور المقدس الذى يخالف التعاليم الإسلامية ببسط العيش للناس فى الأعياد والمناسبات الإسلامية ..
إلا يدرى ممثلى العمال شكر الله سعيهم ، أسعار اللحوم والحلوى ، والضرائب الجديدة على أسعار السجائر ، فقد انتحر الجنيه المصرى بفعل فاعل !!
لقد اغتالوا فرحة العمال بحلول المناسبات حتى التهانى لم يعد لها طعم ، فكيف يفرح العامل وجيوبه خاوية ؟؟ فهناك من لايستطيع شراء كيلو كسكسى ، وهناك من يعيش حياة حمصى فى حمصى ..
هل غلاء الأسعار أنهى عمل الخيرات ، ولم يعد نسمع أو نرى سوى فعل المنكرات !