للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

«كعكة» غاز المتوسط.. »تُسِّيل« لعاب القوي الدولية

«كعكة» غاز المتوسط.. »تُسِّيل« لعاب القوي الدولية

الكاتب : عثمان علام |

07:25 pm 18/11/2017

| رأي

| 1947


أقرأ أيضا: Test

صدق أو لا تصدق.. كل ماتشهده المنطقة العربية من حروب وويلات ومؤامرات وأهوال.. ما هي إلا إحدي نتائج صراع دولي محتدم علي ثرواتها من مصادر الطاقة خاصة الغازية منها!! 
اكثر التقديرات تشاؤما حول حجم هذه الثروة الهائلة وفقاً لتقارير هيئة  المساحة الجيولوجية بالولايات المتحدة الأمريكية تؤكد أن مخزون غاز المتوسط يفوق الـ 3٫4 تريليون قدم مكعب ، فضلاً عمَّا يقرب من 1٫7 مليار برميل من النفط القريب القابل بسهولة للاستخراج.. وأن نصيب مصر منها لن يقل عن 40% من غاز المنطقة بالكامل ما يحول بلادنا لواحدة من عمالقة انتاج الغاز بالبحر المتوسط خلال عدة سنوات!!
ما يفسر لنا سر »كثافة»‬ التواجد الدولي بالمنطقة.. سواء بالطرق الناعمة كالاعلام.. أو بالقوي العسكرية الخشنة المباشرة كما نري شرق المتوسط.. حيث يجري الطرق علي الحديد الساخن في سوريا ولبنان.. مع تدخلات قوي اقليمية مثل تركيا واسرائيل وايران الذين يستخدمون قطر »‬أحد كبار منتجي الغاز أيضا».. وفي النهاية تقف الدول الكبري للتدخل اذا لزم الأمر..لضمان تسوية الأمور وفق مصالحها.
القاهرة لم تكن بعيدة عن كل ما يجري منذ سنوات.. كانت تراقب وتستعد لأنها عرفت مبكرا »‬أبجديات» المشهد وقرأته  وتدخلت واستعدت بما يحقق مصالحها ومصالح الأشقاء.. و هو ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس مؤخرا بأن  ترسيم مصر  لحدودها البحرية مع قبرص كان »‬ضربة معلم» لأنه فوت الفرصة علي الاقتراب من حقوقها الغازية.. كما قامت بتحديث قواتها البحرية وهو ما أحال الأطماع الأجنبية في تلك الحقوق الي سراب.
وكما استعدت مصر مبكرا.. تأهبت أيضا الدول من أصحاب المصالح حتي قيل أن المنطقة تحولت الي ترسانة أسلحة ثقيلة علي أهبة الاستعداد.. الكل فيها يتربص حتي وإن بدا للعالم أن كل شيء هاديء أمام الستار.. والحقيقة أن المنطقة تسبح فوق برميل من البارود متصاعد السخونة وإن كان علي مهل!!
ولا يختلف الأمر بالنسبة للجيش التركي الذي أخذ وضع الانتشار لدرجة وصوله للخليج العربي من خلال قاعدته العسكرية في قطر »‬فما بالنا بحجم تواجده شرق المتوسط» حيث حقول الغاز ومشكلته الحدودية مع قبرص.. وكذلك الحال في ايران التي تملك ترسانة من الصواريخ تمكنها الوصول الي حقول غاز المتوسط، وبالطبع اسرائيل التي استعدت هي الأخري بمخازن وترسانات من الأسلحة الهجومية فضلا عن نظام دفاعي متقدم.. ومصر بالطبع كانت ترصد كل ذلك وتتابع باهتمام شديد.. فكانت صفقات السلاح البحرية المتقدمة بحصولنا علي الفرقاطة »‬تحيا مصر» من طراز فريم من فرنسا.. تبعتها بحاملتي المروحيات جمال عبد الناصر وأنور السادات من طراز ميسترال.. وبالقرب من كل ذلك أنشأت قاعدة محمد نجيب البحرية علي البحر المتوسط لتضرب بها عصفورين بحجر واحد.. حماية حقول الغاز أولا في شمالها.. ولتكون قاعدة انطلاق لمكافحة الارهاب في الغرب منها علي حدودنا مع الشقيقة ليبيا.  وأخيرا..إذا كان تحقيق المصالح وحماية الثروة القومية.. هي المهمة الرئيسية للسياسيين بأي مكان من العالم.. إلا أننا نعيش في دنيا لا مكان فيها إلا للأقوياء، وإن غطت وجهها ببعض مساحيق الزينة من بروتوكولات ومراسم ومجاملات.. وإن اكتست بغلالة رقيقة من الدبلوماسية..  إلا أن الأمر ينتهي كما يؤكد البعض إلي أن السياسة الدولية ماهي إلا غابة.. ويري آخرون أنها بحر من الظلمات.. حيث يأكل القوي فيها الضعيف في لمح البصر وبدون سابق انذار لو لم يكن »‬عينه في وسط راسه» !!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟