قالت مصادر مطلعة إن الذراع التجارية لشركة أرامكو السعودية الحكومية سوف تبدأ تجارة النفط الخام غير السعودي لإمداد مشروعاتها المشتركة العالمية، في إطار مساعي الرياض، أكبر مصدر للنفط في العالم، لتعظيم الأرباح. ويأتي هذا التوسع في الوقت الذي تعمل فيه أرامكو على تعزيز قيمتها قبيل الإدراج المرتقب لما يصل إلى 5 بالمئة من أسهمها في واحدة أو أكثر من البورصات العالمية في العام المقبل، فيما قد يكون أكبر طرح عام أولي على مستوى العالم. واشترطت المصادر عدم ذكر أسمائها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام، في حين امتنعت أرامكو عن التعليق على تلك الأنباء. وأكدت المصادر المطلعة أن أرامكو ستتوسع في تجارة الخام لإمداد مشروعاتها العالمية المشتركة مثل مصفاة موتيفا في الولايات المتحدة وأس.أويل في كوريا الجنوبية. وكانت السعودية قد أسست شركة أرامكو لتجارة المنتجات البترولية “أرامكو للتجارة” في عام 2012 لتسويق المنتجات المكررة وزيوت الأساس والبتروكيماويات السائبة. وقالت المصادر إن مشروعات أرامكو في الخارج تشتري نسبة محددة من النفط الخام غير السعودي لأسباب تتعلق بالأسعار ومواصفات الخام الأفضل. وأصبحت مصفاة موتيفا الواقعة في بورت آرثر في تكساس والبالغة طاقتها 603 آلاف برميل يوميا وحدة تابعة لأرامكو في الأول من مايو الماضي بعدما أنهت أرامكو ورويال داتش شل شراكة استمرت نحو 20 عاما في مجال التكرير.
مصادر مطلعة تؤكد أن الرياض ستعلن قريبا اختيار بورصة نيويورك لإدراج أسهم شركة أرامكو وقال مصدر مطلع على استراتيجية أرامكو إنه “بدلا من أن تذهب موتيفا للسوق على سبيل المثال وتشتري الخام غير السعودي، يمكن لأرامكو لتجارة المنتجات البترولية أن توفر هذه البراميل”. وذكر الموقع الإلكتروني لوحدة التجارة التابعة لأرامكو أن الوحدة تتاجر في نحو 1.5 مليون برميل يوميا من المنتجات المكررة والكيماويات السائلة والبوليمرات. وفتحت شركة أرامكو للتجارة أول مكتب لها في الخارج في سنغافورة في عام 2015 لتسويق منتجات النفط والفوز بصفقات جديدة للشركة الأم في مختلف البلدان الآسيوية. وتتاجر أرامكو لتجارة المنتجات البترولية في أحجام أكبر في أسواق المشتقات منذ نهاية عام 2014 مع تحول السعودية من مستورد صاف لوقود الديزل إلى مصدر للوقود، في وقت تعمل فيه أرامكو على تعزيز مكانتها العالمية في قطاع التكرير. ويسعى منتجو النفط في الشرق الأوسط لبيع وشراء النفط لتعزيز مصادر الدخل في ظل الانخفاض الحاد لأسعار الخام منذ منتصف عام 2014 والذي دفع القطاع إلى تعزيز الكفاءة والتـركيز على الجانب التجاري. وتملك أرامكو طاقة تكرير في داخل السعودية وخارجها تصل إلى نحو 5 ملايين برميل يوميا وهي تسعى لمضاعفتها إلى 10 ملايين برميل يوميا، لتتحول من تصدير الخام إلى تصدير المشتقات الأكثر ربحية. ويمكن لتجارة الخام غير السعودي أن تؤدي إلى تحسين تقييم الشركة عند إدراجها، والذي تضعه تقديرات الرياض عند نحو تريليوني دولار. وكانت تسريبات قد كشفت في الشهر الماضي أن السعودية ستعلن قريبا اختيار بورصة وول ستريت في نيويورك لإدراج أسهم أرامكو بعد منافسة حامية مع العديد من البورصات العالمية. ونسبت وكالة رويترز إلى تلك المصادر المطلعة تأكيدها أن بعض المستشارين الماليين والقانونيين رشحوا لندن باعتبارها خيارا ينطوي على قدر أقل من المشاكل والمخاطر، لكن الرياض قد تتجاهل آراء المستشارين. وذكرت المصادر أن القرار النهائي بخصوص موقع الطرح العام الأولي، سيتخذه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يشرف على سياسات المملكة الاقتصادية وسياسات الطاقة.