الكاتب : سقراط |
01:10 pm 01/04/2024
| رأي
| 1747
لم تتطرق نافذتنا لهؤلاء القائمين علي الامن بوزارة البترول وشركاتها ولم تعطهم حقهم في عرض ما يقومون عليه من جهد وعمل مضني ليمضي العمل في وتيرة من السلم والهدوء . هم دائماً رجال الظل يعملون في صمت لهم مجالهم ومسئولياتهم التي لا تتطلب صخباً او اعلاماً .
كان القطاع في نهاية القرن الماضي بسيطاً عدداً وعده و متاعبة قليلة ولم تتشعب مشاكله ولم تكن الحاجة الي وجود ادارات الامن تبلورت بالشكل القائم الأن . تزايدت اعداد العاملين وكثرت مشاكلهم بالطبع وتزايدت الحاجة الي الخدمات الامنية . جاءت احداث ٢٠١١ لتكون منعطفاً هاماً وخطيراً في تجديد دور الامن بالقطاع .كانت فترة عصيبة حتي عام ٢٠١٤ كان من المهم الحفاظ علي منشأت الشركات في المدن والحقول و التصدي لتغلغل كثير من الاخوان في جنبات القطاع وما عملوا عليه من اثاره الشك والضغائن بين العاملين بطريقتهم المعهودة . بدأت حملة تطهير واسعه لتلك العناصر في الكثير من الشركات وكانت عملية صعبة للغاية تطلبت دقة في التحديد والمتابعة لعدم الاضرار بأي افراد لا علاقة لهم وانما تطولهم الوشايات والاشاعات التي تكاثرت بشدة في تلك الأثناء . وبدأت الحاجة الي وجود عناصر امنية متميزة تتبلور في فكر القيادة وذلك لفرض الانضباط الامني والاداري و كذلك تسهيل تعامل الشركات مع الجهات السيادية والامنية الخارجية .
بدأ المهندس شريف اسماعيل دور كبير في تطوير ادارات الامن بالشركات الكبري و الشركات القابضة وتطوير اسلوب العمل في اداره الامن بالوزارة نفسها .
مجدي عباس هو احد المخضرمين في هذا المجال وكان له دور كبير في هيئة البترول منذ عهد الراحل الدكتور البنبي . كان معروفاً عنه الهدوء وكان مرجعية امنية وادارية لزملاؤه في الهيئة . صحيح لم تكن الامور بمثل هذه الصعوبة التي نراها الآن . ولكنه كان مهتماً بشئون العاملين واحوالهم وكان علي علاقة طيبه بالجهات الخارجية التي تشهد تجمعات عمالية كبيرة وخاصة في شركات القطاع العام وكان له مواقف حاسمة متعددة لوأد المشاكل بالزيارات الميدانية والمناقشة المباشرة وكانت الامور تسير سيراً طبيعياً بلا منحنيات قاسيه .
ظهر دور مجدي عباس جلياً خلال هوجه المطالب الفئوية ومطالب التعيين والتوظيف العشوائيه التي اعقبت احداث يناير ٢٠١١ وحتي نهاية ٢٠١٣ . لم يهدأ الرجل علي مدار هذه السنوات واصبح متنقلاً من جهه لأخرى ومن حقول شركة الي منطقة اخرى . واعتقد ان هذه السنوات كانت من اصعب سنوات العمر الوظيفي لهذا الرجل . ولكنه نجح في امتصاص كثير من هذا الغضب و فوت الكثير من المؤمرات التي حاكتها عناصر الاخوان لأثاره الفوضي والدخول بنا في سكة الندامة واستطاع بكل حرفية ان يعيد الامور الي نصابها و منع الكثير من المؤمرات والاحداث ان تؤتي اكلها . اصبح اسمه بحق رمزاً في الثقة الامنيه الجادة و استطاع بصدق ان يجعل الامن قائماً محسوساً في الشعور العام بغير ظهور لأفراده او بأي ادوات معروفة في النظام الامني فأستحق ان يكون رمزاً للامن الهادئ المتمكن من ادواته . لم يتوان عباس عن تقويه ادارات الامن بالشركات وجاء بكوادر ذات خبرة عميقة ولها باع كبير في العمل الامني العام ومنهم (خالد كرار ) في شركة جنوب الوادي و(حسام نبيل) في إيجاس بالطبع ، واللواء (عمرو الشربيني) في هيئه البترول والشربيني هو الذي استطاع ان يجعل لأدارة الامن بالهيئة دور مميز وفعال في متابعة كافة ما يحدث في الشركات والمواقع وذلك استكمالاً للدور المميز الذي قام عليه المرحوم ناجي نفادي و حسام سلامه ، لكن يظل عمرو الشربيني علامة مميزة فى الأمن ، لأنه قد يكون الوحيد الذي مارس الأمن بكل جوانبه (السياسية والاجتماعية والنفسية والوقائية والإنسانية).
كان لادارات الامن في عهدها الجديد الكثير من الادوار الهامه و لعبت بفاعليه ضد الشكاوي الكيدية التي يكيلها البعض للبعض الاخر وكان لتحقيقات ادارات الامن والوقوف علي الحقيقه الكامله اثراً كبيراً في رفع الظلم عن الكثيرين وكان للأستاذ (محمد حسن) بالوزاره جهد كبير في هذا المجال . واصبح للهيكل الامني بالشركات كوادر مميزه وعلي خبره عاليه في مجالات متعدده منها المتعلق بما هو مرتبط بتعليمات بالقوات المسلحة والشرطة وكذا العلاقات الحكومية المتعدده واصبح هناك جسور مفتوحه بين شركات القطاع وتلك الجهات لأستخراج التصاريح اللازمة وتسهيل اعمال اجهزه المسح والحفر والتراخيص اللازمه للمشروعات الكبري لشركات البترول .
قامت أيضاً ادارات الامن بتطويع العلاقه بين حقول الشركات وسكان مناطق العمل الاصليين من بدو وعرب الصحراء في كافه مناطق الجمهوريه وبنت معهم علاقات قويه من الثقة وتحديد نوعيه العمل والمسئوليات فتوطدت تلك العلاقات واصبحت تجري بصوره طبيعية .
دور كبير وفاعل تقوم عليه ادارات الامن بالشركات حالياً واصبح عليها اعباء كبيره في مختلف مجالات تنسيق ومتابعه كافة اوجه النشاط و مازالت تجري في مضمارها عند حسن الظن بها من هدوء التعامل وقوة الاداء وعدم الرغبه في الظهور وهذا هو اساس العمل الامني الناجح .
تحية للواء (مجدي عباس) القائم علي امن قطاع البترول بكل حرفية مسلحاً بخبرة السنين وحبه لقطاع البترول الذي نشأ وعاش فيه حياته كلها . وتحية للواء عمرو الشربيني ، ونتوجه الي كل زملاؤكم من القائمين علي الامن في كل الشركات والمواقع الذين كانو نعم الرفيق والصديق وكانوا علي عهدهم في الحفاظ علي مقدرات القطاع وثرواته وافراده ونتمني لهم دوام التوفيق و السلامه. وعذراً فقد تأخرنا عنكم ولكنكم دائماً في القلب . والسلام ،،
#سقراط